صرح مسؤولون بأن قطر علقت عملها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023، ، الذي كان بداية شرارة الحرب التي أُشعل فتيلها في غزة، وامتدت فيما بعد إلى لبنان.
وقالت دولة قطر إنها ستستأنف عملها عندما “تبدي حماس وإسرائيل استعدادهما” للتفاوض، يأتي ذلك بعد أن قال مسؤولون أمريكيون كبار إن واشنطن لن تقبل بعد الآن وجود ممثلي حماس في قطر، متهمين الجماعة الفلسطينية برفض مقترحات جديدة لإنهاء الحرب في غزة.
وقال مصدر دبلوماسي مطلع على الأمر لشبكة CNN إن الحكومة القطرية اتخذت القرار بعد أن خلصت إلى أن الجانبين يرفضان الآن “الانخراط بشكل بناء”.
و”أخطرت قطر الأطراف قبل عشرة أيام خلال المحاولات الأخيرة للتوصل إلى اتفاق، بأنها ستوقف جهودها للتوسط بين حماس وإسرائيل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في تلك الجولة”، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية القطرية.
وأشار البيان إلى أن التقارير المتعلقة بمكتب حماس في الدوحة “غير دقيقة”، وأكد أن الهدف الأساسي من وجود المكتب في قطر، هو أن يكون قناة اتصال بين الأطراف المعنية.
دور الوسيط القطري بين حماس وإسرائيل
وأفادت تقارير الصحف الأمريكية أن الخطوة التي اتخذتها قطر لوقف دورها كوسيط تزيد من عدم اليقين بشأن اتجاه الحرب، فضلاً عن مستقبل غزة، حيث تسارعت المنطقة إلى فهم كيف يمكن لإدارة ترامب الثانية أن تؤثر على الصراع.
ومع تعثر محادثات وقف إطلاق النار، يبدو أن استراتيجية إسرائيل حتى الآن تركت المجموعة مع عدد قليل من الخيارات الآن: الاستسلام أو مواصلة الحرب.
قطر، التي تستضيف المكتب السياسي لحماس في الدوحة منذ عام 2012، عملت إلى جانب مصر كوسيط بين الجانبين، ولم تكن هناك مفاوضات حقيقية منذ إعدام ستة رهائن إسرائيليين من قبل حماس واكتشافهم في نفق في غزة في نهاية أغسطس الماضي.
وخلال وقف إطلاق النار المؤقت الذي توسطت فيه قطر ومصر في نوفمبر الماضي، أطلقت حماس سراح 105 رهائن وأطلقت إسرائيل سراح 240 سجينًا فلسطينيًا.
وقال المصدر الدبلوماسي لشبكة CNN: “خلص القطريون إلى عدم وجود استعداد كافٍ من أي من الجانبين، حيث أصبحت جهود الوساطة تدور حول السياسة والعلاقات العامة بدلاً من محاولة جادة لتأمين السلام وإنقاذ الرهائن والمدنيين الفلسطينيين”. “نتيجة لذلك، لم يعد المكتب السياسي لحماس يخدم غرضه”.
وقال مصدر دبلوماسي لشبكة CNN إن المكتب السياسي لحماس في الدوحة “لن يكون جاهزًا للعمل، لذا قد تغادر (حماس). ويمكن فتح المكتب مرة أخرى إذا استؤنفت المحادثات”.
أصرت حماس على أن أي اتفاق مع إسرائيل يجب أن يؤدي إلى نهاية دائمة للحرب في غزة. رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا المطلب. في يوليو، أفسد فعليًا مسودة اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار من خلال تقديم مجموعة من المطالب الجديدة في اللحظة الأخيرة.
لا يزال هناك 101 رهينة محتجزين في غزة. لقد أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي أطلقت رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر، إلى مقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني في غزة، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية؛ وذكرت الأمم المتحدة أن 70% من القتلى في الأشهر الستة الأولى من الصراع كانوا من النساء والأطفال.
ويتمثل دور قطر في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل كالتالي:
- قطر تعمل في بعض الأحيان على تهدئة التوترات بين الفصائل الفلسطينية، مثل حماس وفتح، وتدعم جهود المصالحة الفلسطينية. كما تتدخل بين حماس وإسرائيل في فترات التصعيد العسكري، محاولة التوسط لوقف إطلاق النار.
- قطر تعتبر من أبرز الدول التي تقدم مساعدات مالية وإنسانية لقطاع غزة. خلال الحروب، تسهم بشكل كبير في تقديم المساعدات الغذائية والطبية، وأحيانًا تعمل على تأمين الدعم المالي لمشاريع إعادة الإعمار في القطاع.
- في بعض الأحيان، تمول قطر مشروعات بنية تحتية أساسية مثل شبكات الكهرباء والمياه، مم
- قطر تستخدم علاقاتها مع مختلف القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وتركيا وروسيا للتأثير على مسار الأحداث في غزة. تسعى لتحقيق وقف إطلاق النار والضغط على المجتمع الدولي لتوفير المزيد من الدعم الإنساني لغزة.
لماذا تبقي قطر على حماس في الأراضي القطرية؟
وطرحت الكثير من الأحاديث داخل وخارج أروقة السياسة الداخلية والخارجية حول سبب إبقاء القيادة القطرية لمكتب حماس في الدوحة.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست جاء البيان في الوقت الذي قالت فيه إدارة بايدن إنها أبلغت قطر أن قادة حماس، الذين يعيش بعضهم في العاصمة القطرية، لم يعودوا موضع ترحيب هناك، وهو تحول مفاجئ عن الموقف الأمريكي الراسخ منذ فترة طويلة بأن استبعاد حماس من شأنه أن يضر بالجهود الدبلوماسية الرامية إلى إعادة الرهائن الإسرائيلية، وقال مسؤولون إن حماس يمكن أن تنتقل ببساطة إلى دولة أخرى، مثل تركيا أو لبنان أو سوريا.
وتناقلت تقارير الصحافة العالمية وفي مقدمتها صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية السبت الماضي نقلا عن “مسؤولين عرب” أن القيادة السياسية لحركة حماس تبحث احتمال نقل مقرها إلى خارج قطر، وأنها تواصلت مع دولتين على الأقل في المنطقة لنقل مقرها.
وتداولت وسائل الإعلام أسئلة بشأن الدول التي سيرجح أن تنتقل إليها القيادة السياسية لحماس في حال خروجها من قطر، وبرزت تركيا من بين تلك الأسماء.
المكتب السياسي لحماس بين العواصم العربية
- في عام 1992 عينت حركة “حماس” محمد نزال ممثلاً لها في الأردن.
- في عام 1995 طرد الأردن الدكتور موسى أبو مرزوق رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، فغادر إلى الولايات المتحدة حينها.
- في صيف عام 1999 أغلقت السلطات الأردنية مكاتب حركة “حماس” في الأردن.
- وف عام 1999انتقلت قيادات حماس إلى دمشق، واستمرت هناك قرابة العقد، حتى تصاعدت أحداث الثورة السورية.
- وقرر قياديو الحركة وعلى رأسهم رئيس مكتبها السياسي السابق في الخارج خالد مشعل مغادرة دمشق في شباط/فبراير 2012. وأغلقت الحركة كافة مكاتبها وأوقفت أنشطتها فيها.
- تستضيف قطر مسؤولين من «حماس» منذ عام 2012، عندما نقلت الحركة مقرها من دمشق حتى الآن.
Discussion about this post