ما زالت مهزلة الكيانات الوهمية تجري فصولها دون وضع حد لها، تمنح شهادات عليا للطلبة الذين لا يحالفهم الحظ في الحصول على مجموع في الثانوبة العامة، وفي النهاية لا يجنون سوى الوهم والضياع، إذ1يقع الطلبة فريسة بين أنياب النصابين وأصحاب دكاكين الشهادات المضروبة، برغم الجهود التى تبذلها الدولة ممثلة في وزارة التعليم العالي المسئولية على الطلبة لجهلهم بأبسط القواعد وهي الاستعلام عن المعهد أو الهيئة التي يودون التعليم به.
جهود التعليم العالي
تحذر وزارة التعليم العالي الطلبة من الوقع في فخ الكيانات الوهمية لكونها تقوم بعمليات نصب على الطلاب وتدعي انتماءها إلى الوزارة، ولذلك لوقف تغلغل التعليم الوهمي، عن طريق البحث عن الكيانات التعليمية التابعة لوزارة التعليم، حيث تفيد إحصائية على موقع وزارة التعليم العالي أن عدد المعاهد الخاصة المعتمدة تبلغ 170 معهدًا في 2024، كما أصدرت مواقع وزارة التعليم قائمة بأبرز المعاهد الخاصة العليا التجارية المعتمدة من الوزارة، حتى لا يقع الطلاب فريسة للتقديم في جهات وهمية.
بييع الوهم
أغلقت وزارة التعليم العالي بأكثر من 200 كيان وهمي، وذلك بحسب تصريح الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي خلال تصريحات سابقة، قائلًا: “لن نسمح ببيع الوهم للطلاب”، محذرَا الطلبة و أولياء الأمور بعدم الانسياق وراء هذه الكيانات الغير رسمية والالتزام بالجامعات والمعاهد الخاصة المعتمدة الموجودة على موقع وزارة التعليم العالي.
الشهادة مزيفة
لم يحالف محمد السيد، الشاب العشريني الحظ في الحصول على درجات عالية في المرحلة الثانوية، لذلك وقع فريسة لإحد الكيانات الوهمية لتأهيله لمجال العمل بعد التخرج، ولكن لم يدرك الشاب العشريني، أن ستنتهي به الأمر بالنصب عليها في أكثر من 20 ألف جنيه.
تابع الشاب العشريني، خلال تصريحاته لـ”عين مصر”، أنه بمجرد أن رأى إعلان عبر صفحة على منصة “فيس بوك”، بفتح باب التقديم لمن يحصل على مجموع 50 % في الثانوية العامة، وعلى الفور تقدم لحصولة على شهادة معتمدة، مشيرَا إلى أنه بعد الإنتهاء من المرحلة الدراسية وحصوله على الشهادة الخاصة بالأكاديمية، اكتشف بأنها مزيفة ولا يصلح لأي وظيفة وتم رفضة من أكثر من وظيقة لعدم صلاحية الشهادة.
وأوضح محمد السيد، أنه اتجاه إلى وزارة التعلبم العالي للتأكد من صحة الشهادة ولكن كانت الصدمة مفزعة بأنها ليس لها صلة بوزارة التعليم العالي وأن الأكاديمية مكان وهمي، قائلا “روحت سألت في الوزارة عن الشهادة اتصدمت بأن مافيش أصلا أكاديمية بالأسم دا، رفعت قضية بعد ما ضيعت 4 سنين من عمري”.
فخ التعليم الوهمي
ولكن لم يكون محمد الضحية الوحيدة، إذ اصطحب عدد من أصدقائه، وكان من ضمن الضحايا “منى خالد”، التي توجهت إلى مقر الأكاديمية للتقديم الأوراق الخاصة بها، للالتحاق بالأكاديمية قائلة: “قدمت كل الأوراق المطلوبة كالشهادة الميلاد وشهادة الثانوبة العامة والصور الشخصية .. مكنتش اتخيل أبدَا أنها تطلع نصب”.
لم تكون هذه الفترة سهلة على “منى”، إذ انتقلت خلال مراحل الدراسة إلى مقرات عديدة خاصة بالأكاديمية، انتقلت إلى أماكن أخرى على مدار 4 سنوات الدراسة ومنها أكاديمية جاردن سيتي ونقابة التجاريين والحرم اليوناني بالجامعة الامريكية واخيرا مقر الأكاديمية بالمعادي.
وتابعت” منى”، خلال حديثها لـ”عين مصر”، أن مسئولي الأكاديمية أخبروها أن المدة الدراسة 4 سنوات يعقبها الحصول على درجة البكالوريوس وتشغيلها في شركات كبرى بتلك الشهادة، موضحة أن في نهاية الأمر كانت صدمة كبيرة لنا، مطلبة بغلق تلك المعاهد والجامعات المزيفة حتي لا يقع أحد في فخ التعليم الوهمي، قائلة” المفروض المعاهد والجامعات المزيفة ديه كلها تتقفل عشان محدش يضحك عليه “.
بسبب الأعفاء من الجيش
ويروي أحمد رجب، رحلته مع مراحل التعليم داخل الأكاديمية، لـ”عين مصر”، بأن السبب الذي جعله يتجه إلى التقديم هو الحصول على شهادة الإعفاء من الجيش وكان هذا من ضمن المميزات الموجودة في الإعلان الأكاديمية، موضحَا” أنا كنت عايز اخد إعفاء من الجيش ولما لقيت إعلان الأكاديمية قدمت وياريتني ما قدمت ودا أخر إلى يهرب من الجيش”.
وتابع أنه تم نقله عده مرات لأكثر من مكان تابع للأكاديمية ولكن بأسماء مختلفة، مشيرًا إلى أن المقر الأول للأكاديمية كان في منطقة البدرشين وتنقلت بعد ذلك لأماكن كثير وكان أخر مقر بمنطقة المعادى.
واكتشف” رجب”، أن الأكاديمية مكان مزيفة بعد إنتهاء الدراسة، حيث تقدم إلى وزارة الخارجية لاعتماد الشهادة منها ولكن تم القبض عليه لمعرفة حقيقة هذه الشهادة المزيفة وبعد التحريات في الأمر تم إخلاء سبيله.
بلاغات ضد الكيان
من جانبه قدَّم باسم هشام، المحامي، بصفته وكيلًا عن الطلبة، بلاغًا يطالب فيها بالقبض على مديرة الأكاديمية بتهمة النصب عليهم، ولمنحهم شهادات دراسية وهمية ليس لها علاقة بوزارة التعليم العالي، فتمكن بذلك من الاستيلاء على أموالهم، مشيرًا إلى أن المتهم استطاع من خلال الدعاية استقطاب المئات من الطلبة الحاصلين على الثانوية العامة، حيث تقاضى المتهم مبالغ مالية تتراوح من 10 آلاف إلى 20 آلاف جنيه من كل طالب عن الموسم الدراسي الواحد.
وأكد “هشام”، أنه سيطالب بتعويض عن كل الأضرار المادية والأدبية والنفسية التي لحقت بالطلبة.
البرلمان يواجه
قال الدكتور حسام المندوه الحسيني، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إن لابد من مواجهة الأكاديميات والمعاهد المزيفة” بير السلم””الفنكوش”، والتي تعمل دون ترخيص.
وتابع”مندوه” خلال تصريحات خاصة لـ”عين مصر” ، أنه قدَّم بلاغ داخل الجلسة العامة بالبرلمان، برئاسة المستشار حنفي جبالي، وبحضور الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في يناير 2021، بأن هناك العديد من الإعلانات لهذه المعاهد الوهمية والتي تدعي تقديم امتيازات سواء الإعفاء من التجنيد وغيره.
وأكد”مندوه”، أنه قدم لوزير التعليم العالي الدكتور خالد عبد الغفار صورَا بأسماء هذه المعاهد ليتم إيداعها، مطالباً بضرورة أن يكون هناك قبضة من حديد على هذه الكيانات الوهمية، مشيدَا بدور الوزارة التي تبذل مجهودَا بارزًا في هذه القضية والتي تمكنت من غلق أكثر من 200 كيان وهمي وما زال الأمر مستمر للقضاء على تلك الكيانات الغير شرعية .
إغلاق الكيانات الوهمية
وتابع” مندوه”، أن الطلبة عليهم حق وهما من أخطأوا في حق أنفسهم لعدم البحث عن الكيان الذي يبنا من خلاله مستقبلا، كما أنهم لهم يد في مساعده تلك اللصوص بالنصب عليهم ، وكل منهم مخطأ ولابد من إجراء تنفيد القانون وإغلاق هذه الكيانات، قائلا: ” القانون لا يحمي المغفلين”.
Discussion about this post