يظهرون فى ملامحهم الحب والود، لكنهم يخفون كثيراً من الحق والغل، هكذا كان المشهد لقصة طالبة فى الثانوية العامة، اجتهدت فى دراستها، حتى التحقت بكلية الهندسة.
فى الجهة الاخري كانت ابنة عمتها تواجه انتظار مصيرها فى الثانوية العامة لكنها فشلت فى دخول كلية، لكن الحقد والغيرة عند عمة الفتاة دفعها لعمل سحر سفلي منعها من استكمال دراستها بكلية الهندسة رغم تفوقها فى الدراسة.
محمد العمدة الدربى، منسق حملة إزالة السحر من المقابر بمحافظة قنا، كشف عن واقعة نجح فيها من العثور على سحر سفلي لفتاة، التحقت بكلية الهندسة، وفى العام الثاني تركت الكلية، ورفضت استكمال دراستها بكلية الهندسة رغم أن الجميع يشهد بتفوقها خلال دراستها في الثانوية العامة.، ونجاحها فى الحصول على مجموع 95% ,
وأوضح منسق حملة إزالة السحر من المقابر بمحافظة قنا أن الواقعة تعود لـ3 سنوات عندما نجحت فتاة بالثانوية العامة تقيم قرية بهجورة التابعة لمركز نجع حمادي، شمالي محافظة قنا، وتمكنت من الحصول على مجموع يؤهلها لكلية الهندسة، وهو حلم عمرها التى كانت تُحلم به.
دار الإفتاء
ينبغي أن يكون المسلم صاحب عقلية علمية تؤهله لعبادة الله تعالى، وعمارة الأرض، وتزكية النفس، ولا ينبغي له أن ينساق وراء عقلية الخرافة التي تقوم على الأوهام والظنون، ولا تستند إلى أدلة وبراهين.
وقد كثر في زماننا هذا بين المسلمين شيوع عقلية الخرافة، وانتشر إرجاع أسباب تأخر الرزق وغير ذلك من ابتلاءات إلى السحر والحسد ونحو ذلك.
والصواب هو البحث في الأسباب المنطقية والحقيقية وراء هذه الظواهر، ومحاولة التغلب عليها بقانون الأسباب الذي أقام الله عليه مصالح العباد، وعلى المسلم أن يستعين بالله في ذلك، كما ينبغي عليه أن يزيد من جانب الإيمان بالله والرضا بما قسمه الله له.ل
ولا يعني هذا الكلام إنكار السحر والحسد، فإنه لا يسع مسلمًا أن ينكرهما فقد أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم بوجودهما؛ فقال سبحانه: ﴿وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ﴾ [البقرة: 102]، وقال عز وجل: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]، وأخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سنته الشريفة بوجودهما؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ» رواه النسائي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ…» متفق عليه.
ولكن المنكر هو الإسراف في ذلك حتى غدا أغلب من يزعمون أنهم يعالجون من السحر من المدعين المشعوذين المرتزقة، وأغلب من يظنون أنهم من المسحورين هم من الموهومين.
وعلى كل حال، فمن لم يجد مبررًا منطقيًّا لما يحدث له، وغلب على ظنه أنه مسحورٌ أو نحوه، فليتعامل مع ذلك بالرقى المباحة والتعوذ المشروع؛ كالفاتحة، والمعوذتين، والأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
Discussion about this post