قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إنّ التحذير من غرق بعض المناطق في محافظات البحيرة وكفر الشيخ ودمياط، يعود لانخفاض منسوبها عن النيل، موضحا أنّ المناطق الأكثر عرضة لاحتمال الغرق، هي أراضي طرح النهر التي يزرعها المزارعون بشكل شبه موسمي، والتعديات على النيل والتي تم البناء عليها عقب 2011، وتقع في مناطق منخفضة.
وأضاف شراقي، لـ”الوطن”، أنّ احتمالية الغرق قد تطول بعض الجزر النيلية التي تزرع زراعات موسمية، والتي لطالما نبهت وزارة الري بعدم البناء عليها، والالتزام بخط التهذيب الخاص بها.
وتابع أنّ النيل به 300 جزيرة، بينها الآمن تماما مثل الزمالك والمنيل، وبينها المعرض للخطر مثل جزيرة الوراق وغيرها من الجزر الصغيرة، التي لا تحميها حواف وشواطئها واسعة وتنخفض عن منسوب النيل وقت الفيضان، وفي أوقات التصريف الكبير من السد العالي.
وعن أسباب ارتفاع منسوب النيل، أوضح أنّه بسبب ارتفاع الوارد من مياه الفيضان من الهضبة الإثيوبية، الذي تسبب في غرق ولايات عديدة بالسدوان، متوقعا استمرار وارد الفيضان من أعالي النيل حتى نهاية أكتوبر المقبل، وذلك في الوقت الذي تشير فيه مناسيب المياه في بحيرة ناصر إلى الارتفاع.
وأكد أنّ وزارة الموارد المائية والري لن تسمح بغرق أي من المناطق، خاصة المأهولة بالسكان، وتتحكم في المنصرف بالنيل بشكل دقيق للغاية، في إطار التحكم والإدارة الرشيدة للمياه، والتي تدار وفق خطة محكمة وبشكل غاية في الدقة والاحترافية، إذ يتم تصريف المياه الزائدة من قناطر فارسكور، وقناطر زفتى، والتي تمر عبر النيل إلى البحر إذا لزم الأمر ذلك، لافتا إلى أنّ المياه التي تنصرف من النيل تغسل مجراه وتجدد شبابه.
وأوضح شراقي، أنّ التحذير الذي أطلقته محافظة البحيرة، تهدف لتوعية المواطنين المعتدين على النيل، وأن ينجو بأنفسهم ويتخلوا عن فكرة الاعتداء على النيل بالبناء أو وضع اليد، والالتزام بما تقرره الدولة من أمر في هذا الشأن، خاصة أنّ المباني ليس بها تصالح مطلقا.
وأرسلت محافظة البحيرة، مساء أمس، منشورا إلى عدد من الوحدات المحلية الواقعة على نهر النيل بفرع رشيد، يشدد على اتخاذ الإجراءات الاحتياطية بشأن ارتفاع منسوب النيل خلال الأيام الثلاثة المقبلة، ما قد يؤدي إلى حدوث فيضان محتمل لنهر النيل، يتسبب في غرق مناطق واسعة.
وتضمن المنشور تكليف الوحدات المحلية بإخلاء المنازل والمباني وحظائر الماشية والأقفاص السمكية، الموجودة على أراضي الدولة، والمعتدى عليها من قبل المخالفين، وذلك لتفادي الأضرار التي قد تنتج عن غرق الأراضي الزراعية، وحفاظا على أرواح المواطنين.
واعتمد محافظ البحيرة، اللواء هشام آمنة، منشورا دوريا، أصدرته المحافظة إلى مراكز كوم حمادة، وإيتاي البارود، وشبراخيت، والرحمانية، والمحمودية، ورشيد، جاء فيه أنّه “في إطار الإجراءات الواجب اتخاذها، تزامنا مع احتمالية إمرار تصرفات زائدة بنهر النيل، خلال الثلاثة أيام المقبلة، وما يتبع ذلك من ارتفاع مناسيب المياه بفرع رشيد من نهر النيل، وحدوث غمر لأراضي طرح النهر المحصورة داخل القطاع المائي، والمتعد عليها من واضعي اليد بالزراعة أو الردم أو البناء أو الأقفاص السمكية.
ولفت إلى أنّه يتم اتخاذ اللازم فورا نحو إخلاء جميع المباني، من منازل وحظائر مواشي ومخازن وأقفاص سمكية، وكذا أي تشوينات للمحاصيل الزراعية، على أراضي طرح النهر، بنطاق الوحدة المحلية، وكذا التنبيه على المواطنين بسرعة إخلاء المزروعات الخاصة بهم، وأي متعلقات يمكن أن تتعرض للتلف، نتيجة الغمر بمياه النيل وارتفاع مناسيب المياه أو الفيضان، والتنبيه على جميع المتواجدين من الصيادين، أو أملاك خاصة بالمباني”.
Discussion about this post