كشف على مدار الأيام الماضية، إعداد جماعة الإخوان لخطة جديدة لترميم التنظيم وإعادة بناء أركانه المُتهدّمة، عبر هيكلة لجنة الأشبال، وتشكيل جناح جديد باسم «وحدة الشرائح»، تكون مهمّته استقطاب الطلاب من المدارس والأندية، وفرز وانتقاء العناصر وتوزيعها على اللجان الإعلامية والتربوية، وترشيح المؤهلين للانخراط فى الجماعة والحراك على الأرض.
وضعت الجماعة فى إطار خطة «وحدة الشرائح» خريطة تفصيلية للعمل داخل المدارس فى الأحوال الطبيعية وخلال العام الدراسى، لكنها لم تُغفل الساحات الإضافية التى يُمكن استغلالها، أو المسارات الاحتياطية حال صعوبة النفاذ إلى بعض المدارس المستهدفة، أو تعطّل العام الدراسى كما حدث خلال الشهور الأخيرة بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، وهو الأمر الذى فصّلته بتحديد موسع وشامل من خلال ورقة فرعية ضمن الخطة أسمتها “أماكن بديلة للمدرسة”
ووفق ما تم وضعه من خريطة تفصيلية، فقد حددت خطة الإخوان لاستهداف الأماكن البديلة للمدرسة سبعة أهداف يعمل عناصر الجماعة على تحقيقها، واللافت فى تلك الأهداف أن كلا منها عنوان لمرحلة يمر بها الطالب المستهدف، فإذا اجتاز المرحلة الأولى ينتقل إلى الثانية وهكذا، وصولا إلى المرحلة الأخيرة التى يكتمل معها التأهيل ويكون الطالب عنصرا فاعلا داخل المجموعات النوعية، وعضوا نشطا بالجماعة أو لجانها وأجنحتها.
تبدأ الأهداف بعنوان «إيصال دعوة الله إلى عموم الطلاب»، ويُعلق مصدرنا على ذلك بأن تلك الصيغة من تمرير أفكار الجماعة عبر حمولات دينية وعقائدية من ثوابت التربية والدعوة داخل الإخوان، فمن خلاله يُمكن العبور الناعم لا سيما أن الجماعة لا تُحبذ الكشف عن نفسها مبكرا للمستهدفين، لذا فإنها تحاول الظهور أمام الطلاب بأنها لا تتحدث فى السياسة ولا تحمل أية أهداف أخرى إلا الدعوة والقيم والتربية والارتقاء بالأخلاق، من خلال تعليم الطلاب بعض الأمور الخاصة بالدين، سواء أركان الصلاة أو المعاملات الدينية الأخرى فى حياتهم الشخصية، وفى إطار اندماجهم فى المجتمع، بحيث لا يظهر لأحد الهدف الحقيقى الذى تسعى له الجماعة، لكن فى الوقت نفسه تستطيع عناصر الجماعة من خلال تلك المرحلة وضع يدها على الطلاب الأكثر استعدادا للتجاوب والأكثر تأهيلا للانتقال إلى المراحل التالية.
استخدام العمل الدعوى هدفه توسيع دائرة العمل والانتشار للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الطلاب، والانتقال لثانى المراحل المتمثلة فى بداية العمل الجاد للتأثير على الطلاب واستقطابهم، سواء من خلال المدرس أو الشيخ الذى يلقى دروسا فى المسجد، أو من خلال المعلم ومُيسّر النشاط بالمدرسة أو مركز الدروس، وبعدها تبدأ المرحلة الثالثة والأخطر، ففيها تتدخل عناصر إخوانية أخرى كانت تراقب أداء الطلاب خلال المرحلتين الأولى والثانية لانتقاء واختيار من يرونهم الأكثر ميلا للتجاوب مع الجماعة، وتُسمّى هذه المرحلة من الخطة “الاختيار الأمثل من وسط المجموع”.
وبعد وضع الجماعة يدها على المختارين من الطلاب تبدأ المرحلة الرابعة، وهى تربية كوادر وقيادات طلابية، وهنا تبدأ الخطة فى الإعلان عن نتائجها ومؤشرات تقييمها، فالاختيار وقع بالفعل على عدد من الطلاب المستهدفين الذين تأكدت الجماعة من أنهم مؤهلون للانخراط فى الأنشطة والمسارات النوعية والتنظيمية، والاضطلاع بأدوار قيادية داخل مجموعتهم أو فى وحدة الشرائح وفروعها، بعدها تنطلق مرحلة جديدة تستند إلى فرز القيادات المرشحة وفق المهارات والتمايزات الفردية، وتنمية تلك القدرات وصقلها، حتى يمكن للجماعة توظيفها بشكل فعال والاستفادة منها على الصورة المثلى، وتُسمّى تلك المرحلة حسب الخطة «اكتشاف المواهب وتنمية المهارات والاستفادة منها». وأخيرا تأتى مرحلتان وضعتهما الجماعة كأداة تعزيز للقدرات والمهارات واختبار صلابة وكفاءة العناصر المنتقاة، فمن خلال مجموعات خاصة يجرى توجيه المرشحين، أولا من أجل «حصر الظواهر السلبية لدى بعض الكوادر المختارين ومحاربتها»، وثانيا سعيا إلى تدريبهم وتنشيط قدراتهم وإكسابهم المهارات اللازمة من أجل «الحماية وتجنب الهجمات الشرسة والرد عليها بكفاءة وفاعلية”.
Discussion about this post