تنتشر التقارير التى تفيد بأن روسيا ستسجل أول لقاح لفيروس كورونا فى العالم غدا 12 أغسطس، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام، وسيتم اختبار اللقاح على نحو 1600 شخص من أجل السلامة والفعالية بعد التسجيل، تم تطويره بالاشتراك بين معهد الجمالية للأبحاث ووزارة الدفاع الروسية، وهو حاليًا في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وذلك وفقا لما ذكره موقع TheHealthSite.
ومع ذلك، أعرب الدكتور أنتوني فوسي، كبير خبراء الأمراض المعدية بالولايات المتحدة، عن مخاوفه بشأن هذا النهج السريع، وقد نُقل عنه قوله: “آمل أن يقوم الصينيون والروس بالفعل باختبار اللقاح قبل أن يقومون بإعطائه لأى شخص، لأن الادعاءات بوجود لقاح جاهز للتوزيع قبل إجراء الاختبار أعتقد أنها تمثل مشكلة”.
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد حثت روسيا على اتباع الإرشادات القياسية لتطوير لقاحات آمنة وفعالة، وبحسب ما ورد، من المفترض أن يبدأ الإنتاج الصناعي للقاح في سبتمبر يليه التطعيم الشامل في أكتوبر.
قصة تجربة هذا اللقاح..
كما ذكرنا سابقًا، فإن لقاح فيروس كورونا COVID-19 الروسي حاليًا في المرحلة الثالثة من التجربة السريرية، بدأت التجارب البشرية الأولى (المرحلة الأولى) قبل شهرين مع 76 متطوعًا، نصفهم حصلوا على الشكل السائل للقاح من خلال الحقن بينما حصل البقية على شكل مسحوق قابل للذوبان، وكان عدد قليل من المتطوعين في التجربة من العسكريين، وعلى الرغم من أنهم لم يشتكوا من أى آثار جانبية، إلا أن البعض الآخر أبلغ عن القليل منها، كما تشير تقارير إعلامية إلى أن الدكتور ألكسندر جينسبرج، رئيس معهد الجمالية، وباحثوه اختبروا اللقاح على أنفسهم، حتى قبل بدء التجربة البشرية، وفقًا للمعلومات التى نشرتها وزارة الصحة الروسية، سيتم إعطاء هذا اللقاح أيضًا للمجموعات المعرضة للخطر، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية، ومع ذلك، لا يوجد تأكيد على أن هذا سيكون جزءًا من تجربة المرحلة الثالثة.
هل اللقاح الرةسى سيكون امنا ؟
تم إطلاق هذا الاندفاع الشديد نحو لقاح فيروس كورونا COVID-19 فى روسيا بناءً على أمر الرئيس فلاديمير بوتين بتقليص وقت التجارب السريرية، بعد فترة وجيزة من هذا الأمر، حصل لقاح الجمالية على ترخيص للتجارب السريرية من وزارة الصحة.
مخاوف رئيسية حول بروتوكول الأمان والبحث..
جدير بالذكر أن روسيا لم تنشر حتى الآن أي اكتشافات علمية من نتائج المرحلة الأولى من التجارب السريرية، وما زال منتج الجمالية هذا مدرجًا في قائمة منظمة الصحة العالمية للقاحات المرشحة في المرحلة الأولى من التجارب السريرية، بالنظر إلى هذه الخلفية، من الطبيعي أن يشعر الخبراء والعلماء بالقلق بشأن سلامة وفعالية هذا اللقاح، تأكيد الحكومة الروسية أنها حققت النتائج المرجوة ولم تصاحبها أي آثار جانبية لا يعوض بالتأكيد نقص البيانات العلمية، كما أن الرابطة الروسية لمنظمات التجارب السريرية غير راضية عن نهج بوتين المتسرع والذي، وفقًا للمعهد، وضع “عائقًا لا يمكن بلوغه” للعلماء، كما شككوا في قرار الجمالية باختبار اللقاح على باحثيها قبل بدء التجارب البشرية، وصفوا هذه الخطوة بأنها “انتهاك صارخ لأسس البحث السريري والقانون الروسي واللوائح الدولية المقبولة عالميًا” في رسالة مفتوحة إلى الحكومة، ليس فقط هذه الهيئة البحثية، لا يرحب العديد من الخبراء الروس الآخرين أيضًا بهذا النهج السريع تجاه شيء مهم مثل لقاح فيروس كوروناCOVID-19 .
ويشعر البعض بالاستياء من القرار المتسرع بإعطاء لقاح لم يتم اختباره بشكل كافٍ للعاملين فى مجال الرعاية الصحية بينما يشك البعض الآخر فيما إذا كانت المرحلة الثالثة من التجربة السريرية، والتي من المفترض أن تشمل الآلاف من المشاركين، تلتزم بالإرشادات المحددة.
ووفقا لما ذكره موقع TheHealthSite هذه المرحلة النهائية ذات أهمية قصوى لأنها الاختبار الحقيقي لسلامة اللقاح وفعاليته، لا يأتى اللقاح الذى تم اختباره جيدًا مع عواقب صحية خطيرة فحسب، بل يولد أيضًا إحساسًا زائفًا بالأمان والاعتماد بين عامة الناس.
كيف يعمل هذا اللقاح الروسى؟
يستخدم هذا اللقاح الروسى، الذى تم إنشاؤه باستخدام جزيئات غير حية لا يمكن أن تتكاثر، فيروسات البرد الشائعة المعروفة باسم الفيروس الغدى لتهيئة الجسم لعدوى فيروس كورونا COVID-19 والتعرف عليه عندما يغزو الجسم، تم تعديل هذا الفيروس للتأكد من أنه يحمل جين البروتين “سبايك”، الذى يغطى سطح فيروس كورونا التاجى الجديد.
Discussion about this post