رد الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم بالمتحف المصري الكبير والمشرف على ترميم مركب خوفو الثاني بالأهرامات، على ادعاءات إيلون ماسك عن بناء أهرامات بواسطة كائنات فضائية، فذكر أن الأهرامات صناعة مصرية وبأياد مصرية عظيمة، مستدلًا على ذلك ببردية وادي الجرف، ومقابر العمال بالجبل القبلي بالهرم، ومراكب الملك خوفو، وذلك خلال تدوينة له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.
وقال “زيدان”، إن هناك محاولات كثيرة من الباحثين عن الشهرة والمغرضين في الحضارة المصرية القديمة للتشكيك في أنها أعظم حضارة على وجه الأرض بالقول إن الأهرامات لم تبن بأياد مصرية ولكن هناك الكثير من الأدلة العلمية التي تبرهن على أن الأهرامات صناعة مصرية وهي معروفة للجميع ومنشورة عالميا وتحدث عنها الكثيرون من قبل، ومنها ما تذكره العديد من الاكتشافات الأثرية التي تبرهن على ذلك.
بردية وادي الجرف
وأوضح أنه في عام 2011 قامت بعثة أثرية مشتركة من جامعة السوربون وجامعة أسيوط والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بعمل حفائر في موقع وادي الجرف قرب الساحل الغربي لخليج السويس.
وكشفت البعثة عن مجموعة من المخازن محفورة بالجبل والتي كانت تستخدم لتخزين السفن التي كانت تنقل الأحجار وأيضا اكتشفت البعثة مجموعة من الثكنات لسكن العمال وكذلك أقدم رصيف حجري معروف حتى الآن بالإضافة إلى مجموعة من البرديات تعرف باسم وادي الجرف وهو اكتشاف غاية في الأهمية.
وأشار إلى أن هذه البرديات دونها مجموعة من البحارة الذين عملوا في الميناء والتي تضمنت في محتواها حسابات السلع والأطعمة التي يتسلمها العمال وكذلك تسجيل الأنشطة التي يقوم بها العمال.
وأشار إلى أنه من خلال الترجمة التي قام بها عالم المصريات الفرنسي بيير تالية ومن ضمن هذه البرديات التي ترجمها عالم المصريات الفرنسي بيير تاليه برديه لرجل يدعي مرر الملقب بالمفتس الذي كان مسؤولا عن نقل الاحجار من المحجر الى منطقه الجيزة اوضحت البردي أيضا أن الملك خوفو كان يستخدم فرق من النخبة من العمال الذين يقومون بمهام مختلفة لإكمال رؤيتهم لبناء الهرم و البردية ايضا توضخ كيف كان يتم العمل من خلال قيام الملك تقسيم العمالة الى فرق ذات مسؤوليات وأهداف واضحه و تضم كل فرقه 160 رجل تنقسم الى اربع مجموعات كل مجموعه 40 رجل من نخبة العمال وكان مثل مجموعة المفتش مرر.
مدينه العمال بالجبل القبلي بالهرم
وأردف أنه تم اكتشاف بقايا تجمع سكاني كبير علي يد عالم المصريات الأمريكي مارك لينر يعرف باسم حيط الغراب في المنطقة الجنوبية الشرقية لهضبة الجيزة حيث إنه كان المكان الذي عاش ومات فيه العمال الذين اشتركوا في بناء المجموعات الهرمية لكل من خفرع “حوالي 2555 – 2532 ق. م” ومنكاورع “حوالي 2532 – 2503 ق.م”، بالإضافة إلى بقايا سكنية أقدم ترجع لعهد خوفو “حوالي 2525 – 2566 ق.م”.
وأوضح أنه تم الكشف عن منازل ومخازن وثلاثة شوارع رئيسية ومبنى إداري ملكي داخل أسوار تلك المدينة، وكذلك أربعة صالات ضخمة، يحتمل أن تكون هي الثكنات التي كان ينام فيها العمال بناة الأهرامات ويعدون بها طعامهم، وقد تم العثور على كمية هائلة من عظام السمك والطيور والأبقار والأغنام والماعز والخنازير، مما يكشف تكفل الدولة برعاية العمال لضمان الحصول على أفضل مقابل في كفاءة العمل.
مقابر العمال بناه الأهرامات بالجبل القبلي بالهرم
وأوضح أن الدكتور زاهي حواس، عالم الأثار، اكتشف مقابر العمال بناة الأهرامات عام ١٩٩٠ وتعد من أهم الاكتشافات الأثرية وهي تلقى الضوء على الفترة المبكرة للأسرة الرابعة وعن العمال الذين قاموا ببناء الهرم وتقع هذه المقابر في الجبل القبلي بالهرم، ففي هذه المقابر دفن المشرفون ذوو الرتب البسيطة من العمال في مصاطب متواضعة على سفوح التلال المنخفضة، محاط بها مصاطب أصغر أو مقابر مقببة، ربما خصصت للعمال أو لعائلات المشرفين انفسهم.
وأوضح أنه كانت تلك المقابر مبنية من الطوب اللبن، بينما دُفن المشرفون ذو الرتب العالية والحرفيون المهرة والفنانين في مصاطب حجرية كبيرة أعلى المنحدر، من بين تلك المقابر نجد مقبرة ذات زخارف بديعة تخص المشرف على صناعة الكتان والمشرف على بيت التطهير الملكي، وكون هذه المقابر تقع مباشرة إلى جوار الهرم بل وتطل عليه مباشرة دليل علي أن الاهرامات بنيت علي أساس من الحب والاخلاص والتفاني في العمل وليس بالسخرة كما يدعي أيضا بعض المغرضين لان السخرة لا تنتج عملا بهذه الروعة والدقة ويؤكد الكشف المقابر في هذه المنطقة، أن المصريين هم بناة الأهرامات.
مركب الملك خوفو الأولي والثانية
وأشار إلى أنه عثر علي الأحجار التي كانت تغطي سقف حفرة المركب علي كتابات تسمي الجيرافيتى مكتوبة باللون الأحمر والاسود ومن هذه الكتابات اسماء وإعداد مجموعات العمل التي كانت مسئوله عن العمل وايضا علي خراطبش خاصة بالملك خوفو بالإضافة إلي نص غاية في الاهمية ويوضح واليوم والفصل والعلم الذي صنعت فيه المراكب من حكم الملك خوفو، كما عثر أيضا علي نص في الصحراء الغربية مكتوب فيه اسم الملك خوفو وابنه جدف رع والذي يوضح ارسالهم البعثة لجلب الألوان والاكاسيد التي كانت تستخدم في الكتابة.
Discussion about this post