ضربت 3 زلازل متتالية منطقة في إثيوبيا يوم الجمعة 27 ديسمبر 2024، مما أثار تساؤلات حول تأثير هذه الهزات الأرضية على سلامة سد النهضة الإثيوبي.
وتراوحت شدة الزلازل بين 4.4 و4.9 درجة على مقياس ريختر، مما أثار قلقًا بشأن الاستقرار الجيولوجي في المنطقة المحيطة بالسد.
اقرأ أيضا:- وزير الخارجية: حجم الاستثمارات المصرية في القارة الأفريقية تجاوزت 14 مليار دولار
خبراء الجيولوجيا حذروا من أن هذه الزلازل قد تشكل تهديدًا على استقرار السد، خاصة مع استمرار ملء بحيرته الضخمة بالمياه.
سد النهضة يحتوي على بحيرة تمتد على 120 كيلومترًا
يُذكر أن سد النهضة يحتوي على بحيرة تمتد على 120 كيلومترًا وتخزن حوالي 60 مليار متر مكعب من المياه، وهو ما يشكل ضغطًا كبيرًا على القشرة الأرضية المتشققة في المنطقة بسبب وجود الأخدود الأفريقي الذي يشهد نشاطًا زلزاليًا متزايدًا.
ضربت منطقة الأخدود الإثيوبي الأيام الماضية ثلاث زلازل بقوة 4.9، 4.4، و4.7 درجة على مقياس ريختر، على عمق 10 كم، في ساعات مختلفة من اليوم: الساعة 4:00 صباحًا، 6:46 صباحًا، و5:26 مساءً بتوقيت القاهرة.
ثلاث زلازل أخرى
وقبل هذه الزلازل، وقعت ثلاث زلازل أخرى في بداية هذا الأسبوع، في 21 و23 و26 ديسمبر، بقوة 4.4، 4.6، و4.5 درجة على التوالي، على بعد 150 كم شرق أديس أبابا، أي حوالي 600 كم من سد النهضة.
وبذلك، بلغ عدد الزلازل التي شهدتها إثيوبيا ومحيطها هذا العام 44 زلزالًا قوته أكبر من 4 درجات، وهو العدد الأكبر في العشر سنوات الأخيرة، حيث كانت أقوى هذه الزلازل بقدرة 5.2 درجة في 6 أكتوبر الماضي.
تخزين المياه في سد النهضة
وكان المتوسط السنوي للزلازل قبل بدء تخزين المياه في سد النهضة عام 2020 حوالي 5 زلازل سنويًا، بينما سجل العام الماضي (2023) 38 زلزالًا.
ورغم أن الزلازل الحالية تعد ضعيفة إلى متوسطة في قوتها، وبالتالي تأثيرها على سد النهضة محدود نظرًا للمسافة (600 كم) وقوة الزلازل، إلا أنه من الممكن أن تحدث زلازل أشد وأقرب في المستقبل، مما قد يرفع من احتمالية تأثيرها على المنشآت في المنطقة.
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن المتغير الأكثر تأثيرًا في المنطقة هو سد النهضة، الذي يمتلك بحيرة ضخمة تمتد على طول 120 كيلومترًا وتخزن حوالي 60 مليار متر مكعب من المياه.
اقرأ أيضا:- لماذا نشعر بالبرودة داخل المنازل؟.. “الأرصاد” توضح لـ “عين مصر”
الأخدود الأفريقي
وأوضح أن المنطقة التي يقع فيها السد تتواجد ضمن الأخدود الأفريقي، الذي يحتوي على العديد من التشققات والفوالق الجيولوجية، مما يسهل تسرب جزء من مياه بحيرة السد إلى باطن الأرض، وهذا التسرب يساهم في انزلاق الطبقات الأرضية، كما أن الوزن الهائل للمياه المخزنة، الذي يعادل 60 مليار طن، يشكل ضغطًا كبيرًا على القشرة الأرضية المتشققة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج “خط أحمر” على قناة الحدث اليوم، أن سد النهضة قد يصبح في المستقبل مركزًا للنشاط الزلزالي.
ورغم أن الزلازل الحالية في المنطقة تعتبر ضعيفة إلى متوسطة الشدة (بدرجات تتراوح بين 4.5 و5 درجات)، إلا أن خطر وقوع زلزال مدمر بقوة 7 درجات أو أكثر لا يمكن استبعاده، حيث قد تحدث زلازل كبيرة في أي وقت، كما حدث في تركيا والمغرب مؤخرًا، بفواصل زمنية قد تصل إلى عقود.
وأشار إلى أن الزلازل التي كانت تبلغ شدتها 6 درجات في الماضي في إثيوبيا كانت تؤدي إلى أضرار محدودة بسبب غياب المنشآت الضخمة في المنطقة، ولكن الوضع الآن تغير تمامًا بسبب وجود سد النهضة.
وتابع أي زلزال قوي قد يؤدي إلى أضرار كارثية للسد والمناطق المحيطة به، لذلك، من الضروري متابعة النشاط الزلزالي في المنطقة عن كثب، خاصة في ظل الظروف الجيولوجية المعقدة والتغيرات البيئية الناتجة عن بناء السد.
Discussion about this post