كشف البطل السوري السابق في رياضة الفروسية عدنان قصار عن تفاصيل معاناته المروعة التي امتدت لأكثر من عقدين من الزمن، بعد اعتقاله وتعذيبه بسبب فوزه على باسل الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في إحدى مسابقات الفروسية.
نجاح تحول إلى كابوس
كان عدنان قصار، قائد فريق الفروسية الوطني وأحد ألمع نجوم الرياضة في سوريا، قد حقق إنجازات بارزة خلال مسيرته المهنية، التي توجت بفوزه بميداليات ذهبية عديدة. بلغت مسيرته ذروتها في عام 1993 عندما قاد فريقه للفوز في بطولة الفروسية الدولية الثالثة في اللاذقية، بعد أداء استثنائي خالٍ من الأخطاء.
لكن هذا الانتصار لم يمر بسلام، إذ أثار غضب باسل الأسد، زميله في الفريق والوريث المنتظر للرئاسة السورية آنذاك، الذي تعثر خلال المنافسة، وبعد وقت قصير من الحدث، تم القبض على عدنان بناءً على اتهامات وصفها بـ”الملفقة”.
الأردن يعلن الجاهزية لتزويد سوريا بالطاقة الكهربائية
سنوات من العذاب
سجن عدنان في ظروف قاسية للغاية، حيث تعرض لتعذيب نفسي وجسدي مستمر. قال في حديثه لقناة سكاي نيوز البريطانية: “احتُجزت تحت الأرض لمدة ستة أشهر، تعرضت خلالها للضرب والاستجوابات المستمرة”.
تم نقله لاحقًا إلى سجن صيدنايا سيئ السمعة، المعروف بلقب “المسلخ البشري”، حيث ازداد التعذيب قسوة، خاصة بعد وفاة باسل الأسد في حادث سيارة عام 1994.
وأضاف: “ألقوا باللوم عليّ في وفاته، وفي كل ذكرى لوفاته كان التعذيب يشتد. لقد جلدوني ألف جلدة بسبب الصلاة، وتمزقت قدماي حتى انكشفت العظام.”
بيتمسح بأستيكة.. سوريا تزيل اسم بشار الأسد وأبنائه من لافتات 10 مستشفيات| مستند
محاولات لإنقاذه
أثارت قضية عدنان قصار اهتمام العديد من الناشطين، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية، التي طالبت بإنهاء حكم عائلة الأسد. وعلى الرغم من الضغوط الدولية والمطالبات المتكررة بإطلاق سراحه، ظل اسمه مستبعدًا من مراسيم العفو الصادرة خلال تلك الفترة.
الإفراج والاعتراف بالمعاناة
بعد ضغوط دولية مستمرة، أُطلق سراح عدنان قصار في 16 يونيو 2014، بعد أكثر من 21 عامًا من السجن. لكنه ظل صامتًا عن محنته خوفًا من الانتقام، ولم يتحدث إلا بعد الإطاحة بنظام عائلة الأسد.
واختتم حديثه قائلًا:”بعد سنوات من السجن والتعذيب والظلم، أطاحت الثورة أخيرًا بالنظام الدكتاتوري. إنها لحظة انتصار للشعب السوري.”
Discussion about this post