بالتزامن مع تزايد الخلافات الروسية الأمريكية، وجدت إيران طريقها نحو توطيد علاقتها مع روسيا لمواجهة التحركات الأمريكية فى المنطقة؛ لذا أعلن كاظم جلالي، السفير الإيراني لدى روسيا، أن مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني، عزم النية على إجراء زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو في 17 يناير المقبل.
أهداف الزيارة وأهميتها
وفى ذات السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن زيارة الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني إلى موسكو في 17 يناير المقبل، تأتى بعد سقوط نظام بشار الأسد وفى ظل المتغيرات الكثيرة فى المنطقة، وبالتالى نجد أن زيارة الرئيس الإيرانى إلى موسكو مهمة جدًا لترتيب المواقف بين موسكو وإيران.
وأضاف ” الرقب”، فى تصريح خاص لـ” عين مصر”، أن زيارة الرئيس الإيرانى إلى موسكو تأتى فى هذا التوقيت لأنه من المتوقع أن يكون هناك هجوم على إيران فى أى لحظة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وفى ظل التحريض بشكل كبير جدا من جانب الاحتلال الإسرائيلي وتسلط أمريكا الذى قد يشجع على الخشية من أن يأتى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ويوافق على عمليات ضد إيران.
ومن جهته قال طارق درويش، رئيس حزب الأحرار الاشتراكيين، إن زيارة الرئيس الإيرانى المرتقبة إلى موسكو، تهدف إلي ضرورة توحيد الفكر والمنطق بينهما لمواجهة تطور ما يحدث خاصة بعد إضعاف حزب الله في جنوب لبنان وإنهيار حماس وسقوط بشارالأسد في سوريا، لذا فإنه من الضرورى إيجاد سبلًا جديدة للدفاع المشترك بينهما وتحقيق المصالح المتبادلة بما يخدم أهداف البلدين.
وأوضح ” درويش”، فى تصريح خاص لـ” عين مصر”، أن أهمية الزيارة تكمن فى أنها تأتي في وقت مهم يشهد فيه العالم تغيرات في المشهد الدولي وكيف تحقق الصهيونية العالمية مأربها الشيطانية في إسقاط الدولة لنهب ثرواتها وأراضيها، كما أن أمريكا تواصل دعم إسرائيل ضاربة بالقوانين الدولية عرض الحائط.
اقرأ أيضًا..الاحتلال الإسرائيلي يخلي مستشفى كمال عدوان في غزة بشكل كامل
وأضاف رئيس حزب الأحرار الاشتراكيين، أن مفاهيم حقوق الإنسان التي تتشدق بها أمريكا ودول أوروبا سقطت بعد أن وقفوا صامتين أمام العدوان الإسرائيلي علي غزة و كذلك الأعمال البربرية والقتل والهدم وتدمير البنية التحتية والمدارس ، لافتًا إلى أن ذات الأمر يحدث في جنوب لبنان وبيروت والتوسع في الاستيطان ونهب المزيد من الأراضي واستمرار الاحتلال الأحمق في تدمير كل ما يتعلق بالجيش السوري.
وبدوره أكد الدكتور محمد هارون، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب “المصريين”، أن الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني إلى موسكو، المقررة في 17 يناير المقبل، تحمل العديد من الأهداف الاستراتيجية التي تعكس طبيعة العلاقات الإيرانية الروسية، ومدى تأثير هذه العلاقات على قضايا المنطقة ومصر بشكل خاص.
مدى تأثير الزيارة
وأوضح “هارون” في تصريح خاص لـ” عين مصر”، أن الزيارة تأتي في سياق تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين إيران وروسيا، حيث يسعى الطرفان إلى تعميق التعاون في المجالات الاقتصادية، السياسية، والعسكرية، لافتًا إلى أن إيران تعاني من عقوبات اقتصادية غربية خانقة، وتجد في التعاون مع روسيا فرصة لتخفيف الضغط الاقتصادي، بينما تسعى روسيا إلى تعزيز نفوذها الإقليمي من خلال تحالفاتها مع دول مثل إيران.
وأضاف أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب “المصريين” أن الزيارة تهدف أيضًا إلى تنسيق المواقف المشتركة بشأن قضايا إقليمية ودولية، لا سيما النزاعات في سوريا واليمن ولبنان، فضلاً عن مواجهة الضغوط الغربية في ملفات مثل أوكرانيا والبرنامج النووي الإيراني.
طبيعة العلاقات الإيرانية الروسية مؤخرًا
وأشار إلى أن العلاقات الإيرانية الروسية شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مدفوعة بمصالح متبادلة في عدة ملفات، فضلًا أن كلا الدولتين تواجهان تحديات مع الغرب، مما دفعهما إلى تعميق التعاون في مجالات الطاقة، الدفاع، والتكنولوجيا، والتعاون العسكري برز بشكل خاص، مع تقارير عن دعم إيراني لروسيا بالطائرات المُسيَّرة المستخدمة في الصراع الأوكراني.
مدى تأثير العلاقات الإيرانية الروسية على مصر
وحول تأثير هذه العلاقات على مصر، أوضح الدكتور “هارون” أن القاهرة تراقب بحذر هذا التقارب الإيراني الروسي، لا سيما أن هذا التعاون قد يعزز من نفوذ الطرفين في قضايا إقليمية، مثل الوضع في سوريا ولبنان وملف الأمن المائي، كما أن تصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة، بدعم روسي، قد يُشكِّل تحديًا لمصر، خصوصًا في ظل سعيها للحفاظ على توازن القوى الإقليمي وحماية مصالحها الاستراتيجية.
ختامًا لتصريحاته، شدد أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب “المصريين” على أهمية أن تواصل مصر متابعة التحولات الإقليمية عن كثب، والعمل على تعزيز تحالفاتها بما يضمن الحفاظ على أمنها القومي ومصالحها الإقليمية.
اقرأ أيضًا..الصحة الفلسطينية تعلن احتراق مستشفى كمال عدوان بالكامل من قبل قوات الاحتلال
يذكر أن قناة السفارة الإيرانية فى موسكو أعلنت على “تلغرام”، أنه من خلال هذه الزيارة، سيوقع بزشكيان وبوتين اتفاق حول التعاون بين البلدين.ويهدف هذا الاتفاق إلى أن يصبح مرحلة رئيسية في تطوير العلاقات بين روسيا وإيران، وحسبما أعلن المسؤولين في البلدين، فإن الاتفاقية تشمل جميع مجالات التعاون الثنائي، كما أنها ستفتح آفاقا جديدة في مختلف مجالات التفاعل الروسي الإيراني، بما في ذلك الدفاع والطاقة وكذلك النقل والصناعة والزراعة والثقافة والعلوم والتكنولوجيا.
Discussion about this post