كشفت وكالة بلومبرج، تشكيل إسرائيل لأول مرة وحدة قتالية نسائية دينية بالكامل، وذلك في إطار مساعيها لمواجهة نقص الجنود المقاتلين نتيجة تعدد الحروب التي تخوضها.
جاءت هذه الوحدة الجديدة، في أعقاب حرب أكتوبر 2023 مع حركة حماس، حيث تغيرت النظرة التقليدية في المجتمع الأرثوذكسي في إسرائيل تجاه الخدمة العسكرية.
التطور في مشاركة النساء في الجيش الإسرائيلي
اقرأ أيضا:- الزمالك يعلن غياب نبيل عماد دونجا عن مباراة طلائع الجيش في الدوري المصري
وفى الماضى كان العديد من أفراد المجتمع الأرثوذكسي يرفضون الانضمام إلى الجيش، خاصةً في الأدوار القتالية، لكن الحرب الأخيرة ساهمت في تغيير هذه النظرة.
ومع تزايد الحروب التي تخوضها إسرائيل على عدة جبهات، بما في ذلك غزة ولبنان، أصبح هناك ضغط متزايد على الجيش لزيادة عدد الجنود المقاتلين.
وأدى ذلك إلى تشكيل أول وحدة قتالية نسائية دينية بالكامل في نوفمبر 2023، والتي تهدف إلى توفير الفرصة للنساء المتدينات لخدمة في أدوار قتالية ضمن بيئة دينية مناسبة لهن.
المجندات الجدد
تحدثت شيرا وينتر، إحدى المجندات في هذه الوحدة، عن حلمها بالخدمة في دور قتالي، حيث قالت: “لطالما كان لدي حلم بالتجنيد للقيام بدور قتالي، لكنني لم أكن أعتقد قَطّ أن هذا سيحدث بالفعل، ثم جاءت الحرب وتغير كل شيء”.
هذه الحرب كانت نقطة التحول في زيادة رغبة النساء الأرثوذكسيات في الالتحاق بالخدمة العسكرية.
كما أعربت أدفا بوخولتز، مجندة أخرى، عن شعورها بأن “الجيش بحاجة إلى المزيد من الجنود المقاتلين”، وأكدت على أهمية خدمتها في وحدة قتالية دينية.
متطلبات المجتمع الديني
وتواجه هذه الوحدة القتالية تحديات خاصة بسبب القواعد الصارمة التي تحكم تعامل النساء في المجتمع الأرثوذكسي مع الجنس الآخر.
وفي الماضي، كانت النساء يُشجّعن على تجنب الأدوار القتالية في الوحدات المختلطة، واختيار الخدمة في مجالات مدنية مثل المدارس والمستشفيات.
اقرأ أيضا:- علاء مبارك: شيء متوقع عدم صدور بيان في قمة القاهرة للسلام في ظل انحياز أوروبي سافر لاسرائيل
ومع تزايد عدد النساء الأرثوذكسيات الحديثات اللواتي يلتحقن بالجيش، يُتوقع أن يتوسع هذا الاتجاه مع الدعم الديني والهيكلي الجديد.
وفي إطار تكيف الجيش الإسرائيلي مع هذه المتطلبات، يتم تخصيص وحدات قتالية نسائية دينية تشمل جميع الخدمات اللازمة مثل التوجيه الديني والمساعدات في جوانب الصلاة اليومية.
هيكل الوحدة القتالية النسائية
ستخضع المجندات الجدد للتدريب في الاستخبارات العسكرية لمدة ثمانية أشهر، بعد ذلك سيخدمن في كتيبة نسائية، وسيتم قيادة الكتيبة بواسطة طاقم نسائي بالكامل من الضابطات.
كما سيكون هناك مستشارة دينية، وهي المرة الأولى التي تشارك فيها امرأة في هذا الدور في الجيش الإسرائيلي، فيما تم اختيار الحاخامة هيلا ناور لتولي هذا الدور، حيث ستساعد المجندات في التعامل مع التحديات الدينية أثناء الخدمة، مثل الصلاة والدراسات الدينية الأسبوعية.
فبحسب التعديلات التي طرأت على حقوق النساء في عام 2000، أصبحت النساء قادرات على المشاركة في أدوار قتالية مثل الطيارات المقاتلات وفي سلاح الدبابات.
وقبل ذلك، كان يتم استبعادهن من الأدوار القتالية في سنوات معينة.
ورغم التوسع في مشاركة النساء في الجيش، إلا أن العدد الإجمالي للجنود لا يزال صغيرًا مقارنةً بالتهديدات الوجودية التي تواجهها إسرائيل.
وعلى الرغم من وجود 170 ألف جندي دائم، فإن هذه القوة تُعتبر صغيرة مقارنة بالتهديدات المتزايدة التي تتطلب وجود المزيد من الجنود المقاتلين لحماية الحدود.
مستقبل الوحدة القتالية النسائية
ونجح هذا المشروع في تحقيق أهدافه، يمكن أن يتم توسيع وحدة النساء المتدينات لتشمل المزيد من المجندات في المستقبل.
يعتبر هذا التطور خطوة مهمة نحو تعزيز المشاركة النسائية في الجيش، مع الحفاظ على التقاليد الدينية للمجتمع الأرثوذكسي.
في الختام، يشكل هذا المشروع مثالًا على كيفية تكيّف إسرائيل مع التحديات الأمنية المتزايدة وتوفير فرص للنساء المتدينات للانضمام إلى الجيش، مع احترام تقاليدهن الثقافية والدينية.
Discussion about this post