أنهى المسعفون الأتراك، اليوم الثلاثاء، عمليات البحث التي كانوا قد بدأوها يوم الإثنين عن أقبية وزنازين يعتقد أنها مخفية تحت الأرض في سجن صيدنايا الواقع شمال العاصمة السورية دمشق، ذلك وفقًا لما أعلنه مدير الوكالة التركية لإدارة الكوارث أوكي ميميش، الذي أوضح أن فريقًا مكوّنًا من 120 مسعفًا قام بتفتيش المبنى بالكامل، مؤكدًا أن المبنى قد خضع للمسح الضوئي بشكل كامل، ولم يتم العثور على أي شخص حي.
سجن صيدنايا .. مقر تعذيب المعارضين
ويعرف سجن صيدنايا بسمعته السيئة كرمز للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا، لا سيما في عهد عائلة الأسد، وتحديدًا بعد اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011، وقد وصفته منظمة العفو الدولية سابقًا بأنه “مسلخ بشري” نظرًا للفظائع التي يُعتقد أنها ارتكبت داخله.
“ذئب في ثوب حمل”.. سر الهجوم الإسرائيلي على الجولاني
وكانت تقارير قد أشارت إلى أن فصائل مسلحة قامت بتحرير آلاف المعتقلين من هذا السجن، من بينهم معتقلون يعود تاريخ اعتقالهم إلى الثمانينيات، إلا أن الشائعات حول وجود أقبية مخفية أو طوابق سرية تحت السجن دفعت فرق الإنقاذ، بما في ذلك عمال الطوارئ من منظمة الخوذ البيضاء السورية، إلى إجراء عمليات تفتيش شاملة للمبنى.
البحث عن السجون المخفية
كجزء من عملية التفتيش، قام فريق الإنقاذ بثقب الجدران للتحقق من صحة الشائعات المتعلقة بوجود طوابق سرية قد تكون تضم سجناء مفقودين. ورغم الجهود المكثفة، أعلن المسعفون، يوم الثلاثاء، انتهاء عملية البحث دون العثور على أي دليل يدعم هذه الشائعات، ما ترك آلاف العائلات السورية في حالة من الحيرة والغموض حول مصير أقاربهم المختفين.
اتفاق وشيك أم سراب جديد؟.. تفاصيل مثيرة من كواليس مفاوضات حماس وإسرائيل بالدوحة
وتقدر رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا أن المعلومات المتداولة بشأن وجود أقبية سرية غير صحيحة، مشيرة إلى أن التحقيقات الميدانية لم تسفر عن أي أدلة على وجود مثل هذه الطوابق.
أعداد الضحايا وصمت الأسئلة
ووفقًا لتقارير الرابطة، فإن أكثر من 30 ألف معتقل قد تم إعدامهم أو قضوا تحت التعذيب أو بسبب نقص الرعاية والغذاء في سجن صيدنايا، وذلك خلال الفترة ما بين 2011 و2018. ويمثل هذا العدد الكبير من الضحايا جزءًا من الصورة القاتمة التي باتت معروفة عن أوضاع حقوق الإنسان في سوريا خلال الحرب.
الدعوات للمساءلة والكشف عن المقابر الجماعية
من جانبها، دعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى ضرورة ضمان المساءلة وتقديم إجابات لأسر المعتقلين الذين تعرضوا للاختفاء أو القتل في سوريا، وفي بيان رسمي، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، خلال إفادته الصحفية الدورية، أن الولايات المتحدة تواصل التنسيق مع هيئات الأمم المتحدة، بما في ذلك “المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا”، للمساعدة في الكشف عن مصير المفقودين وضمان المساءلة القانونية عن الجرائم المرتكبة.
Discussion about this post