ألغى زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، نظام التجنيد الإجباري في سوريا، مفضلاً تكوين جيش خاص من مسلحين أجانب، وفقًا لما أكده مصدر عسكري مطلع لموقع “أكسيوس”.
المصدر كشف أن الميليشيات التي يجري استقدامها تضم مقاتلين من دول غرب إفريقيا وشرق آسيا، بهدف تشكيل قوة عسكرية جديدة بديلة للجيش السوري، وهو ما وصفه البعض بـ”منتخب إرهاب العالم”، في إشارة إلى تنوع جنسيات المسلحين الذين يشاركون في هذه العملية.
الجولاني يجهز جيشًا خاصًا
وفقًا للمصدر، فإن هذه الخطوة تأتي في إطار سعي الجولاني لترسيخ نفوذه العسكري بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وبدلًا من الاعتماد على مقاتلين محليين أو الالتزام بنظام التجنيد الإجباري، اختار الجولاني استقدام ميليشيات أجنبية أكثر ولاءً له وأقل ارتباطًا بالبيئة المحلية.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تهدف إلى تقوية السيطرة الداخلية للجولاني، فضلًا عن تحصين قوته العسكرية ضد أي محاولات تمرد أو انشقاق.
250 مليون دولار.. صحيفة بريطانية تكشف فضائح جديدة لـ الأسد بشأن عمليات التهرب
ميليشيات متعددة الجنسيات
المعلومات المتداولة تشير إلى أن الميليشيات القادمة من غرب إفريقيا وشرق آسيا ليست مجرد مقاتلين عاديين، بل يتم اختيارهم بناءً على مهاراتهم القتالية وخبرتهم في الحروب غير النظامية، مما يمنح الجولاني قوة عسكرية متنوعة ومتعددة المهارات.
كما أن هذه الخطوة قد تمنحه فرصة للاستفادة من خبرات الجماعات المسلحة التي خاضت معارك في بيئات جغرافية مختلفة، الأمر الذي قد يزيد من فعالية عملياته الميدانية.
ماذا وراء إلغاء التجنيد الإجباري؟
يرى مراقبون أن إلغاء نظام التجنيد الإجباري يخدم عدة أهداف:
- تعزيز الولاء: المسلحون الأجانب لا تربطهم علاقة مباشرة بالمجتمع المحلي، ما يقلل من احتمالية الانشقاق أو التمرد.
- رفع كفاءة القتال: الاعتماد على مقاتلين محترفين ذوي خبرة في ساحات القتال قد يرفع من كفاءة العمليات العسكرية.
- الاستقلالية التامة: بدلاً من الاعتماد على المجندين المحليين، يصبح الجولاني قادرًا على التحكم التام في عناصره دون تدخلات خارجية.
خطوة نحو “جيش خاص”
يرى محللون أن الجولاني يسعى إلى إنشاء “جيش خاص” يكون أكثر ارتباطًا بشخصه من كونه قوة دفاعية مرتبطة بسوريا. وهذا قد يضمن له نفوذًا أكبر في أي ترتيبات سياسية مستقبلية، خاصة إذا جرى التفاوض بشأن مستقبل سوريا بعد سقوط النظام السابق.
قلق دولي متزايد
تزايدت المخاوف الدولية بشأن استقدام عناصر مسلحة من خارج سوريا، حيث يخشى مراقبون من أن تصبح سوريا مركزًا جديدًا لتجمع مقاتلي التنظيمات المتشددة من مختلف أنحاء العالم.
وتحذر تقارير أمنية من أن خطوة الجولاني قد تمثل بداية لمرحلة جديدة من الفوضى، حيث يُتوقع أن تتحول سوريا إلى نقطة تجمع كبرى للإرهاب العابر للحدود.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأبرز: إلى أين يتجه الجولاني بسوريا، وما هي الأهداف الحقيقية وراء استبدال الجيش السوري بقوة متعددة الجنسيات.
Discussion about this post