مع سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الجاري على يد “هيئة تحرير الشام” بقيادة أحمد الشرع، المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، بمشاركة عدد من الفصائل المسلحة، دخلت سوريا مرحلة جديدة من التحولات السياسية والعسكرية، أبرزها إعلان إلغاء التجنيد الإجباري وإعادة هيكلة القوات المسلحة.
إلغاء التجنيد الإجباري واستبداله بالجيش التطوعي
- قبل عام 2011، كانت فترة التجنيد الإجباري في سوريا تصل إلى عامين، ثم خُفضت إلى 21 شهرًا في 2008، وصولًا إلى عام ونصف في 2011.
- مع تصاعد النزاع المسلح في البلاد، تجاوزت مدة التجنيد الفترة القانونية، حيث وجد المجندون أنفسهم عالقين في الخدمة لسنوات دون تسريح.
- بعد سقوط نظام الأسد، أعلن أحمد الشرع، القائد العام للإدارة السورية الجديدة، في تصريحات تلفزيونية، إلغاء قانون التجنيد الإجباري بشكل كامل، باستثناء بعض التخصصات العسكرية التي قد تتطلب تجنيدًا لفترات قصيرة.
- وأوضح الجولاني: “نعمل على إنشاء جيش تطوعي، حيث يكون الانضمام للقوات المسلحة بشكل اختياري، مع إمكانية فرض تعبئة عامة في حالات الخطر الشديد لمدة قصيرة تتراوح بين 15 إلى 20 يومًا”.
250 مليون دولار.. صحيفة بريطانية تكشف فضائح جديدة لـ الأسد بشأن عمليات التهرب
حل الفصائل المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة
أكد أحمد الشرع أن جميع الفصائل المسلحة سيتم حلها، مشددًا على أنه “لن يكون هناك سلاح إلا بيد الدولة السورية”، حيث إن الهدف من هذه الخطوة، وفق الشرع، هو توحيد القوة العسكرية تحت مظلة الدولة، بما يضمن استقرار البلاد وإنهاء حالة الفوضى التي استمرت لأكثر من 12 عامًا.
الخطط الاقتصادية والرواتب
كشف أبو محمد الجولاني عن خطة لزيادة الرواتب في سوريا بنسبة تصل إلى 400%، مشيرًا إلى أن “الأولوية ستكون لإعادة بناء المنازل المهدمة وإعادة المهجرين إلى ديارهم حتى آخر خيمة”.
التصعيد الإسرائيلي في سوريا
في خضم هذه التغييرات السياسية، تصاعدت الضربات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، حيث أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 61 ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في غضون 5 ساعات مساء السبت الماضي.
وأفاد المرصد بأن “الغارات استهدفت مستودعات صواريخ بالستية داخل الجبال”، مع استمرار الغارات الجوية التي رفعت عدد الضربات إلى 446 غارة منذ سقوط النظام.
تحديات المرحلة القادمة
في ظل التغيرات الجذرية التي تشهدها سوريا، يبرز تحدي الحفاظ على الاستقرار العسكري والأمني، لا سيما مع تصاعد الضربات الإسرائيلية.
من جانب آخر، يرى مراقبون أن إلغاء التجنيد الإجباري يعد خطوة إيجابية نحو تهدئة الأوضاع الاجتماعية، لكنه في المقابل قد يضعف القدرات العسكرية السورية في ظل التهديدات الإسرائيلية المستمرة.
رسالة الجولاني للسوريين
وجه أحمد الشرع، في تصريحاته، رسالة تفاؤل للسوريين، قائلًا: “نعمل على بناء جيش قوي ومتطوع، ونسعى لبناء سوريا جديدة خالية من كابوس التجنيد الإجباري”، موضحًا أن “دمشق متأخرة في التنمية مقارنة بمحافظة إدلب، لكننا ماضون في خطط منهجية لعلاج آثار التدمير الممنهج الذي مارسه النظام السابق”.
وعليه، يبدو أن سوريا تدخل مرحلة جديدة عنوانها بناء دولة جديدة، في ظل قرارات مفصلية بإلغاء التجنيد الإجباري، حل الفصائل المسلحة، والتعامل مع التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة.
Discussion about this post