شهدت الجلسة النقاشية “مستقبل الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي” التي انعقدت ضمن فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر العام السادس للصحافة المصرية بنقابة الصحفيين، مناقشات معمّقة حول تأثيرات الذكاء الاصطناعي على مجال الصحافة، سواء من حيث التهديدات أو الفرص. كما تم تسليط الضوء على تنظيم استخدام هذه التقنيات في ظل غياب العدالة التقنية بين الدول.
مخاوف من تزايد أعداد العاطلين
مخاوف عديدة انتابت الصحفيين من انتشار استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في التحرير الصحفي، وكم يعد خطرًا على بقائهم في المواقع الإلكترونية التي تعتمد على هذه النوعية من الكتابات الرقمية مع تطابق مواصفات “السيو”، إلا أنّ الدكتور مرزوق العادلي، أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة سوهاج يؤكد أنّ الصحفي الجورنالجي أكفأ بكثير من التحرير الرقمي بالذكاء الاصطناعي فكم من موضوعات تحريرية تعجز فيها الكتابة عن ما يبدعه الصحفي بيده خاصة في فين التحقيق الصحفي والفيتشر وجميع الكتابات الإنسانية التي تستلزم عواطف الكاتب نفسه واستخدام مفردات ما يناسب بيئة العمل التي تعايش معها.
وذكرت د. رضوى عبد اللطيف، خبيرة الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي، أن استخدام الذكاء الاصطناعي توسع بشكل هائل في الأعوام الأخيرة، حيث أصبح أداة أساسية في صناعة وتقييم المحتوى، مثل استخدام نماذج توليد النصوص (ChatGPT) وتحليل البيانات وشخصنة المحتوى لتلائم اهتمام الأفراد.
أبرزت تطور تقنيات مثل “الشات بوت الإخباري” منذ 2016، والكشف عن التزييف العميق (Deepfake) منذ 2018، واعتماد غرف الأخبار على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى مصطلحات جديدة مثل “صحافة الذكاء الاصطناعي” و**”الصحافة التوليدية.
أرقام ودراسات عن تأثير الذكاء الاصطناعي:
وفقًا لعبد اللطيف، هناك 300 مؤسسة صحفية عالمية تستخدم الذكاء الاصطناعي، معظمها يركز على محتوى الرياضة، الاقتصاد، والطقس. هذه المؤسسات شهدت زيادة بنسبة 60% في أرباحها بعد تبني الذكاء الاصطناعي.
رغم التقدم الدولي، يعاني الوضع في مصر من تأخر، حيث لا تستخدم 80% من المؤسسات الصحفية الذكاء الاصطناعي.
التحديات والمخاوف:
أكد د. محمد شومان، عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية، أن الصحافة كمهنة لن تختفي، ولكنها تواجه تحديات بسبب “الرأسمالية الرقمية” وسيطرة الدول الصناعية الكبرى.
تحدث عن الحاجة إلى مواثيق دولية لحماية خصوصية البيانات، وأشار إلى تقليل أعداد العاملين في الصحافة نتيجة تطور التقنية، محذرًا من صعوبة التفرقة بين المحتوى الواقعي والافتراضي في المستقبل.
التطبيق العملي في مصر:
ناقش إيهاب الزلاقي، الصحفي وخبير الإعلام الرقمي، مراحل تطور الصحافة مع التكنولوجيا، بدءًا من الحواسيب الشخصية، ثم الإنترنت، وأخيرًا الذكاء الاصطناعي. وشدد على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج وتحليل المحتوى وتوسيع انتشاره بلغات مختلفة.
اقرأ أيضا.. مدبولي عن الفنان الراحل نبيل الحلفاوي: ساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة
أما إيمان الوراقي، الصحفية الاستقصائية، فقد دعت إلى تأسيس بنية تحتية للذكاء الاصطناعي وتوفير تدريبات للصحفيين، مشيرة إلى مبادرة تقدمها مجانًا لتدريب 500 صحفي مصري و100 صحفي عربي على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
التوصيات والمقترحات:
إعداد دليل لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة:
اقترحت د. رضوى وضع دليل تنظيمي بالتعاون بين النقابة والمؤسسات الصحفية، مع التركيز على توظيف الأرشيف الصحفي بطرق احترافية وأخلاقية.
التعليم والتدريب:
دعم أقسام الذكاء الاصطناعي في كليات الإعلام وتوفير تدريبات متخصصة للصحفيين.
تعزيز البنية التحتية:
الاستثمار في إنشاء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي بما يتيح لمصر مواكبة التطورات العالمية.
Discussion about this post