أدلى نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله اللبناني، اليوم الإثنين، بتصريحات مهمة حول مستقبل التنظيم بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أطيح به في هجوم كاسح شنته الفصائل المسلحة قبل نحو أسبوع.
فقدان طريق الإمداد العسكري
أكد “قاسم” في كلمة متلفزة نقلتها وسائل الإعلام اللبنانية، أن حزب الله فقد طريق الإمداد العسكري الذي كان يعبر من خلال الأراضي السورية. وقال قاسم: “فقدنا طريق الإمداد عبر سوريا، لكن هذا لا يعني نهاية الطريق. يمكننا البحث عن بدائل أخرى، وربما يعيد النظام الجديد فتح هذا المسار، المقاومة مرنة، وقادرة على التكيف مع الظروف لتعزيز قدراتها”.
وأوضح قاسم أن الحزب لن يصدر أحكامًا مسبقة على الحكام الجدد في سوريا، مؤكدًا ضرورة انتظار استقرار الأوضاع قبل اتخاذ أي موقف نهائي بشأنهم.
اقرأ أيضًا: “العقل كان أكبر من القلب”.. ماذا كشف حافظ الأسد عن علاقته بزوجته؟
رسالة إلى السلطات الجديدة في سوريا
وجه قاسم رسالة واضحة إلى السلطات السورية الجديدة، مطالبًا إياها بعدم التطبيع مع إسرائيل. وقال: “نتمنى أن تعتبر السلطات السورية الجديدة أن إسرائيل عدو وألا تسعى إلى التطبيع معها”، مؤكدًت على “شرعية المقاومة”، قائلاً: “المقاومة تأخذ شرعيتها من إيمانها بقضيتها، بغض النظر عن الإمكانات، لافتًا إلى قد تستمر المقاومة لعشر سنوات أو خمسين عامًا، وهي تربح أحيانًا وتخسر أحيانًا أخرى، لكن الأهم هو الاستمرار في الميدان”.
مصير حزب الله بعد اغتيال نصر الله
وفي حديثه، تطرّق قاسم إلى المرحلة الجديدة التي يعيشها الحزب بعد اغتيال الأمين العام السابق، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية في سبتمبر الماضي. ورغم ذلك، شدد قاسم على أن المقاومة ستستمر في مسارها، معتمدًا على قدرة الحزب على إعادة التموضع في ظل الظروف المتغيرة.
دور حزب الله في المشهد السوري
طالب نعيم قاسم الفصائل المسلحة السورية بضمان مشاركة جميع الأطراف في الحكم، قائلًا: “يجب أن تُتاح الفرصة لكافة الأطراف السورية للمشاركة في صياغة الحكم بما يحقق المصلحة العامة للشعب السوري”.
وأشار إلى أن المشهد السوري الجديد يتطلب تفاهمات داخلية تحقق الاستقرار، مع التركيز على إشراك الفصائل في السلطة لضمان عدم احتكار الحكم من طرف واحد.
التعامل مع خروقات إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار
وحول الأوضاع في لبنان، شدد قاسم على مسؤولية حكومة تصريف الأعمال في متابعة خروقات الجيش الإسرائيلي، قائلا: “لقد صبرنا خلال الفترة الماضية على مئات الخروقات الإسرائيلية، وذلك لإفساح المجال أمام تنفيذ الاتفاق وكشف حقيقة العدو، مع تحميل المجتمع الدولي مسؤوليته”، مؤكدًا أن حزب الله يراقب هذه الخروقات عن كثب، وسيتخذ القرارات التي يراها مناسبة بناءً على تطورات الأحداث ومصلحة لبنان.
Discussion about this post