يؤدى المسلمون هذه الأيام فريضة الحج، الركن الأعظم من أركان الإسلام الخمس، حيث بدأ آلاف من المسلمين صعود جبل عرفات صباح اليوم، لأداء الشعيرة الرئيسية من مناسك الحج، فى التاسع من شهر ذى الحجة.
وقام العديد من برحلة الحج، حيث حظى الركن الأعظم فى الإسلام بكثير من الاهتمام والتوثيق ، وحفل بالحديث عنها أدبنا العربى بل والغربى على يد المستشرقين، وكان أبرز المؤلفات التى تحدثت عن رحلة الحج والعمرة فى أدبنا العربى الحديث: كتاب (فى أرض الحجاز) لأحمد حسن الزيات، كذلك كان العقاد من أبرز الأدباء الذين وثقوا تفاصيل رحلتهم للحج، وكذلك الأباء أنيس منصور، ومحمد حسين هيكل، وعبد القادر المازنى.
إلا أن الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، وصاحب جائزة نوبل فى الآداب لعام 1988، لم يؤد الفريضة، ولم يذهب إلى المملكة العربية السعودية مرة واحدة، وعرف عن الأديب الكبير نجيب محفوظ ميله الشديد لعدم السفر إلى الخارج، لدرجة أنه لم يحضر لاستلام جائزة نوبل، وأوفد ابنتيه لاستلامها.
ومع ذلك فقد سافر ضمن وفد من الكتاب المصريين إلى كل من: اليمن، ويوغوسلافيا فى مطلع الستينيات، غادر نجيب محفوظ مصر ثلاث مرات، إلى يوغوسلافيا لأسباب وظيفية، وإلى اليمن بأوامر عسكرية، وإلى لندن فى رحلة علاج.
وعرف عن الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، أنه كان لا يحب السفر بالطائرة ولا يفضل السفر ابتداء، فهو الذى لم يسافر حتى ذلك الوقت سوى مرتين، إلى يوغوسلافيا واليمن فقط وبضغوط “معنوية”.
وكان نجيب محفوظ عدوًا لدودًا للسفر، فلم يسافر فى حياته خارج مصر إلا ثلاث مرات فقط، وعندما فاز بجائزة نوبل فى الآداب عام 1988، لم يسافر لتسلم الجائزة وكلف الكاتب محمد سلماوى بالسفر للسويد لتسلمها وإلقاء كلمته بديلا عنه، وكذلك لم يسافر “محفوظ” إلى أرض الحجاز لأداء مناسك الحج بسبب كرهه للزحام.
فى حوار مطول نشر عام 1991م مع المجلة الأدبية الأشهر فى العالم “باريس ريفيو”، أجرته الصحفية الفرنسية تشارلوت الشبراوى، وترجمه الشاعر أحمد شافعى عام 2015، وصدر ضمن كتابه “بيت حافل بالمجانين”، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب، يقول نجيب محفوظ عن ذلك: “لم أذهب فى حياتى إلى مكة ولا أريد الذهاب لأنى أكره الزحام”.
Discussion about this post