اعترف وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في خطوة مثيرة للجدل لأول مرة بتواصل واشنطن المباشر مع “هيئة تحرير الشام”، الجماعة المسلحة التي تسيطر على أجزاء من سوريا. هذا الاعتراف جاء بعد ضغوط إعلامية متزايدة، مما يثير التساؤلات حول ازدواجية السياسة الأمريكية تجاه الجماعات المسلحة في المنطقة، خاصة بعد تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة نفسها. في هذا السياق، تبرز عدة تساؤلات حول أهداف هذا التواصل والتأثيرات المحتملة على مستقبل الأزمة السورية.
اتصالات مباشرة مع هيئة تحرير الشام
أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في تصريح صحفي يوم السبت، أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات “مباشرة” مع هيئة تحرير الشام، الجماعة المسلحة السورية التي تسيطر على مناطق واسعة في سوريا، بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال “بلينكن” في مؤتمر صحفي بالعاصمة الأردنية عمان: “نعم، كنا على اتصال مع هيئة تحرير الشام وأطراف أخرى”، مشيرًا إلى أن الاتصال كان مباشرًا.
وأضاف أن هذا هو أول تأكيد أمريكي علني على إجراء محادثات مع الهيئة، التي تصنفها الولايات المتحدة “إرهابية”. ومع ذلك، لم يكشف بلينكن عن تفاصيل حول توقيت الاتصال أو مستوى التفاعل.
“العقل كان أكبر من القلب”.. ماذا كشف حافظ الأسد عن علاقته بزوجته؟
تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب
وأكد “بلينكن” أنّه لا يوجد أي عائق قانوني يمنع الولايات المتحدة من التواصل مع الجماعات المصنفة إرهابية، موضحًا أن المحادثات شملت دعوات للهيئة وغيرها من الأطراف للتعاون في العثور على المواطن الأمريكي أوستن تايس، المختطف في سوريا، وإعادته إلى وطنه.
وتطرق بلينكن إلى المبادئ التي تشارك فيها الولايات المتحدة، والتي تشمل ضرورة احترام حقوق جميع السوريين وعدم السماح بتحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب، بالإضافة إلى ضمان توصيل المساعدات الإنسانية وتأمين وتدمير الأسلحة الكيميائية بشكل آمن.
وأشار “بلينكن” إلى أن هذه المبادئ حظيت بتأييد من دول في مختلف أنحاء المنطقة والعالم، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يُرسل أيضًا رسالة إلى “حكومة المعارضة” السورية الجديدة، حسب قوله.
Discussion about this post