في خطوة تاريخية في مستقبل سوريا التي انتفضت من حكم استبدادي قارب الربع قرن تحت راية الأسد، أعلن المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية التابعة للحكومة المؤقتة السورية، عبيدة أرناؤوط، تجميد الدستور والبرلمان السوري خلال المرحلة الانتقالية التي ستستمر لمدة ثلاثة أشهر، القرار الذي جاء عقب اجتماع لوزراء حكومة الإنقاذ السورية مع الوزراء السابقين، يفتح الأبواب لتساؤلات جديدة حول مستقبل سوريا السياسي.
تجميد البرلمان والدستور مع الانتقال للسلطة الجديدة
خلال تصريحاته من مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في دمشق، أكد “أرناؤوط” أنّ الحكومة المؤقتة ستبدأ مرحلة جديدة تقتضي تجميد كافة التشريعات المعمول بها حالياً بما في ذلك الدستور والبرلمان، ستستمر هذه المرحلة لمدة ثلاثة أشهر يتم خلالها العمل على تشكيل الحكومة الجديدة، وهو ما يعتبر خطوة هامة نحو إحداث تغيير جذري في النظام السياسي السوري.
الخطوات القادمة: تشكيل لجنة قانونية لدراسة التعديلات
من ضمن الخطط المستقبلية، أوضح “أرناؤوط” أن لجنة قانونية وحقوقية ستُشكل بهدف دراسة الدستور السوري الحالي وإجراء التعديلات اللازمة بما يتناسب مع المتغيرات الجديدة في البلاد، مؤكدًا أن الحكومة ستركز أيضاً على حماية المؤسسات الوطنية وضمان استمرارية الخدمات الأساسية في هذه الفترة الانتقالية.
دور حزب البعث في الدستور الجديد
جدير بالذكر أن الدستور السوري الذي أقرته الحكومة السابقة في عام 2012 قد ألغى المادة التي كانت تمنح حزب البعث دور القيادة في الدولة والمجتمع. وفي إطار التعديلات المستقبلية، ستتخذ الحكومة المؤقتة خطوات حاسمة تجاه ضمان “التعددية السياسية” والتي باتت تمثل حجر الزاوية في التحولات السياسية المرتقبة.
الأقليات وتنوع سوريا الثقافي
وفيما يخص الأقليات في سوريا، طمأن “أرناؤوط” المواطنين السوريين قائلاً: نحترم التنوع الثقافي والطائفي في كل ربوع سوريا، مؤكداً أن الحريات الدينية ستظل محمية ولن تتغير المواقف تجاه هذا التنوع في ظل الحكومة الجديدة.
سقوط الأسد .. نهاية مرحلة أم بداية انقسام؟
تزامن الإعلان مع تطورات عسكرية مثيرة، حيث كانت فصائل مسلحة قد أعلنت في وقت سابق عن هجوم خاطف في 27 نوفمبر، مما أدى إلى انهيار سريع للنظام في دمشق وفتح الطريق أمام مرحلة جديدة من التحولات السياسية. فرار الرئيس بشار الأسد قد يعني بداية عهد جديد في تاريخ سوريا، كما يتساءل الكثيرون عن كيفية تأثير هذا التحول على شكل الدولة السورية مستقبلاً، لذا فإن سوريا على مفترق طرق، والأشهر الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ملامح المستقبل السياسي للبلاد.
Discussion about this post