تجسيدًا للمقولة الشهيرة “كل أعوانك خانوك يا ريتشارد”، أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، اليوم السبت، أن إيران شرعت في إجلاء قادتها العسكريين وعدد من أفرادها من سوريا يوم الجمعة، فوفقًا لمصادر إيرانية وإقليمية، جاءت هذه الخطوة في وقت يشهد تصاعدًا ملحوظًا في هجمات قوات المعارضة السورية ضد النظام السوري بقيادة بشار الأسد، وهو ما اعتبره البعض مؤشرًا على تراجع قدرة إيران على دعم حليفها السوري.
إجلاء قادة بارزين في فيلق القدس
أوضحت الصحيفة أن من بين الذين تم إجلاؤهم قادة كبار في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وهو الفرع المسؤول عن تنفيذ العمليات الخارجية، لافتة إلى أن عملية الإجلاء شملت أيضًا أفرادًا من الحرس الثوري، بالإضافة إلى موظفين دبلوماسيين إيرانيين، وعائلاتهم، وبعض المدنيين الإيرانيين المتواجدين في سوريا.
أوامر بإخلاء السفارة الإيرانية وقواعد الحرس
بحسب المسؤولين الإقليميين والإيرانيين، صدرت أوامر بإجلاء موظفي السفارة الإيرانية في دمشق، بالإضافة إلى العاملين في قواعد الحرس الثوري المنتشرة في سوريا، وجرى الإجلاء عبر رحلات جوية إلى طهران، في حين اتجهت مجموعات أخرى إلى العراق ولبنان عبر الطرق البرية، بما في ذلك عبر ميناء اللاذقية السوري.
وذكر المسؤولون حسب واشنطن بوست أن بعض موظفي السفارة غادروا البلاد بالفعل، في خطوة تعكس المخاوف الإيرانية من التطورات العسكرية المتسارعة على الأرض.
تغير المشهد الميداني في سوريا
تزامنت هذه التطورات مع الهجوم المفاجئ الذي شنته قوات المعارضة السورية، حيث تمكنت من تحقيق مكاسب ميدانية كبيرة، وفقًا للصحيفة، فقد استعادت المعارضة السيطرة على مدن استراتيجية كبرى، من بينها حلب وحماة، واستولت على مساحات واسعة من الأراضي في أربع محافظات سورية. وأفاد التقرير بأن المعارضة باتت على مقربة من العاصمة دمشق، في خطوة تهدد بزعزعة قبضة النظام على البلاد.
فرار كبار قادة فيلق القدس
كشف المسؤولون الإيرانيون أن اثنين من كبار الجنرالات في فيلق القدس، اللذين كانا يقدمان الدعم والمشورة العسكرية للجيش السوري، فرا إلى العراق.
وأكدت المصادر أن الهجمات الأخيرة دفعت مجموعات مسلحة مختلفة إلى السيطرة على مدينتي حمص ودير الزور، الأمر الذي شكل تهديدًا مباشرًا للقوات الإيرانية المتواجدة في المنطقة.
اقرأ أيضا:- الوضع في سوريا خطير.. ولايوجد موقف عربي واضح
اقرأ أيضا: وزير الخارجية يجدد موقف مصر الثابت والداعم لسوريا وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها
دلالات الانسحاب الإيراني
اعتبر محللون أن إجلاء القادة الإيرانيين يعكس تحولًا كبيرًا في الدور الإيراني داخل سوريا، حيث اعتادت طهران لعب دور أساسي في دعم النظام السوري منذ اندلاع الحرب الأهلية. ويرى بعض المراقبين أن هذه الخطوة قد تكون مؤشرًا على “تراجع النفوذ الإيراني” في البلاد، خاصة مع التقدم الملحوظ للمعارضة.
وتأتي هذه الأحداث في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول قدرة إيران على الحفاظ على مواقعها الإقليمية، لا سيما مع التحديات الداخلية التي تواجهها، فضلًا عن الضغوط الدولية المتزايدة على برنامجها النووي ونشاطها العسكري الإقليمي.
Discussion about this post