في يوم 1 ديسمبر من كل عام، تحل ذكرى رحيل الفنانة سامية جمال، أيقونة الرقص الشرقي التي تركت بصمتها في عالم الفن والمسرح.
وُلدت سامية جمال في 5 مارس 1924 في بني سويف، وبدأت حياتها كفتاة بسيطة تحمل أحلاما كبيرة. بفضل موهبتها وشغفها، أصبحت واحدة من أهم نجمات الفن الاستعراضي في تاريخ مصر.
سامية جمال فتاة تحلم دخول عالم الفن
وبدأت سامية جمال حياتها الفنية في الأربعينيات عندما التحقت بفرقة بديعة مصابني الشهيرة، حيث تعلمت أصول الرقص الشرقي واكتسبت شهرة أولية كراقصة موهوبة.
لم تكن مجرد راقصة شرقية تقليدية؛ بل أضافت لمسة خاصة إلى استعراضاتها، حيث دمجت بين الرقص الشرقي والرقص الغربي، مما جعلها تبتكر أسلوباً فريداً جذب الأنظار.
بدايات سامية جمال في السينما
اقتحمت سامية جمال عالم السينما في وقت مبكر، حيث لعبت أدوارًا مميزة مع نجوم كبار، مثل فريد الأطرش، أنور وجدي، وعبد الحليم حافظ.
ومن أبرز أعمالها: “تعال سلم” (1945): أول ظهور لها في السينما مع أنور وجدي، “حبيب العمر”: شاركت فيه مع فريد الأطرش، وقد شكلت معه ثنائياً استعراضياً أيقونياً.، “الرجل الثاني”: حيث قدمت دوراً يجمع بين التمثيل والاستعراض وشاركت فيه مع الشحرورة صباح والفنان رشدي أباظة، “سكر هانم”: عمل كوميدي جسد فيه موهبتها الشاملة في الرقص والتمثيل.
علاقة سامية جمال وفريد الأطرش
كان لسامية جمال قصة حب شهيرة مع الموسيقار فريد الأطرش، حيث جمعتهما أعمال فنية ناجحة وعلاقة عاطفية طويلة. ورغم الشائعات التي لاحقت علاقتهما، إلا أن الزواج لم يتم بسبب اختلافات تتعلق بالمكانة الاجتماعية، وفقاً لما أشارت إليه سامية جمال في تصريحاتها.
زواج سامية جمال ورشدي أباظة
يُعتبر زواج الفنانة سامية جمال من النجم رشدي أباظة أحد أشهر زيجات الوسط الفني المصري وأكثرها استقرارًا، حيث استمرت حياتهما الزوجية لمدة 17 عامًا، وهي فترة طويلة مقارنة بزيجات رشدي أباظة الأخرى، التي عُرف عنها قصر مدتها.
التقت سامية جمال ورشدي أباظة أثناء عملهما في السينما، حيث نشأت بينهما علاقة عاطفية قوية. تطورت هذه العلاقة سريعًا لتتحول إلى زواج في عام 1962، بعد أن شعر الطرفان بأنهما غير قادرين على الابتعاد عن بعضهما. كان الزواج بمثابة شراكة فنية وعاطفية، حيث ظهر الزوجان في عدة أفلام شهيرة، وتمكن كل منهما من دعم الآخر فنيًا وشخصيًا.
عُرفت سامية جمال بدورها الداعم لرشدي أباظة، ليس فقط كزوجة، بل كأم بديلة لابنته الوحيدة “قسمت”، حيث احتضنتها وربّتها كابنتها. وصف رشدي أباظة زواجه من سامية بأنه من أجمل محطات حياته، مشيرًا إلى أنها كانت نموذجًا للزوجة المثالية، بينما أكدت سامية أن التفاهم والثقة كانا سر نجاح زواجهما.
رغم الحب الكبير بينهما، شهدت العلاقة توترًا في أواخر حياتهما الزوجية بسبب زواج رشدي أباظة السري من الفنانة صباح خلال تصويره أحد الأفلام. استمر زواجه من صباح 24 ساعة فقط، لكن الحادثة أثّرت بشدة على سامية جمال، ما أدى إلى انفصالهما لاحقًا.
اعتزال سامية جمال
وفي السبعينيات، قررت سامية جمال اعتزال الرقص بشكل مفاجئ، حيث ارتبطت برجل الأعمال الأمريكي شبرد كينج، وابتعدت عن الأضواء. لكنها عادت مرة أخرى للرقص في الثمانينيات لتثبت أن الموهبة الحقيقية لا تفنى، حتى لو غابت لفترة طويلة.
وفاة سامية جمال
في 1 ديسمبر 1994، رحلت سامية جمال عن عالمنا عن عمر يناهز 70 عاماً، تاركة إرثاً غنياً من الأفلام والعروض الاستعراضية التي لا تزال تُلهم الأجيال الجديدة.
سامية جمال لم تكن مجرد راقصة أو ممثلة، بل كانت رمزاً للموهبة والاجتهاد، ونجحت في وضع بصمتها على المشهد الفني العربي كواحدة من أبرز أيقونات الفن في القرن العشرين.
Discussion about this post