في تلك اللحظة التي يمر فيها الإنسان بالموت، يرى كل كوابيس أعماله فكيف إن مر طفل بـ3 دقائق من الموت، ماذا حدث له؟، وماذا رأى خلال دقائق الموت؟، وكيف مرت تلك الدقائق على طفل لم يتجاوز عمره الثلاثة أعوام؟.
طفل يشنق لمدة ثلاث دقائق
مسلسلات الإهمال لا تنتهي من دور الحضانات، والكثير من المسئولين عنها يكونوا معلمات أو مشرفات، يستهينوا بحياة طفل وهو ما حدث بدور الحضانة بحدائق حلوان، حيث كادت أن تضيع حياة طفل يدعى سليم، فقد تعرض للشنق والإغماء لمدة 3 دقائق، بإحدى ألعاب “الكيدز إريا”؛ بسبب إهمال المسئولين عن الحضانة.
وبدموع أغرقت ملابسها خوفا على ابنها، والذي لم يبلغ عمره الثلاث أعوام، بدأت والدة الطفل سليم رواية ما حدث مع طفلها في الحضانة الكائنة بمنطقة حدائق حلوان، مؤكدة أن الحضانة قررت عمل يوم للمرح بـ”الكيدز إريا”، واستاذنوها ولم تمانع؛ لأنها تثق في الحضانة، فضلا عن أنها تعرف المكان المقصود، وذهب بطفلها إلى هناك عدة مرات، والألعاب الموجودة بالمكان تناسب عمر طفلها.
قصة خيالية
ذهب والد سليم لاستلام ابنه بعد انتهاء اليوم، لتبدأ صاحبة المكان بنسج قصة خيالية، تؤكد فيها أن “سليم” أنهك نفسه في اللعب، وشعر ببعض الدوخة، مضيفا: «صاحبة الحضانة بتقولي أصل سليم حس بشوية دوخة، فخوفنا عليه ووديناه المستشفى، ولما سألتها ليه محدش عرفنا، قالتلي محبناش نقلقكم، وأنه بخير، طب ماتقلقونا ده ابننا»،
وقررت الأم الاتصال بصاحبة الحضانة لتستفهم منها عما حدث، لتروي السيدة نفس القصة بالكثير من القسم بالله، فضلا عن أنها ظلت تشهد من حولها على حديثها، ليؤكدن بالفعل أن هذا ما حدث، وتصدق الأم في النهاية ولكن مازال الشك يراودها.
القصة لم تنته فوالدة سليم، بدأت بالتفتيش لتجد علامة لونها أحمر بارزة في رقبته، فقررت الاتصال مرة أخرى بصاحبة الحضانة، وسألتها عن تعرض الولد للسقوط أو الارتطام في شيء، ولكن الأخيرة أنكرت بشدة، مشيرة إلى أن “سليم” شد رباط ملابسه “السويت شيرت” بشدة، الأمر الذي تسبب في تلك العلامة على رقبته، ولكن الأم هذه المرة لم يكن مجرد كذبة وصدقتها الأم، بل بدأت الشكوك تزيد بداخلها حول ما تعرض له ابنها.
وفحصت جسد الولد من كل الاتجاهات؛ لتجد علامة أخرى خلف الرقبة، كما أن ملابسه كانت ممزقة، فتيقنت وقتها أن هناك شيئا غير طبيعي تعرض له “سليم”، وقرر الوالدان الذهاب إلى الحضانة لمعرفة ما حدث له تحديدا وسبب هذه الإصابات في جسمه.
ظهور الحقيقة
الحقيقة بدأت بالظهور شيئا فشيء، واعترفت صاحبة الحضانة، بأنه يلعب على “الزحليقة”، شبك رباط “السويت شيرت” وتعلق من رقبته، ولكنها أقسمت مرة أخرى أن الحادث لم يستغرق بضع ثوان، فضلا عن أنهم تمكنوا من إنقاذه على الفور، مؤكدة مع مزج حديثها بالكثير من القسم بأنه لا يوجد أي إهمال من طرفها، فضلا عن أنهم رأوه فور تعرضه للإصابة وأنقذوه، وعندما سألا عن وجود كاميرات في مكان “الكيدز اريا” كانت الإجابة بالنفي.
وقرر والد “سليم”، اللجوء إلى قسم الشرطة، وحرر محضر إهمال ضد الحضانة، وبعدها توجه إلى المستشفى، وطلب مقابلة الطبيب الذي أشرف على علاج الطفل، ففوجئ بأن إدارة الحضانة لم تخبر الأطباء في المستشفى بما حدث، واكتفوا بالقول إنه مجهد من اللعب فقط.
وطلب والدا الطفل من “الكيدز إريا” في اليوم الثاني، رؤية كاميرات المراقبة؛ ليتعاون معهما العاملون هناك، وشاهدوا فيديو الحادثة، وكانت المفاجأة الصادمة، أنه شنق من رقبته برباط ملابسه في “الزحليقة” لمدة تتجاوز 3 دقائق دون أن ينتبه له أحد.
وخلال الفيديو شاهدا الوالدان، إنه حاول تخليص نفسه من الرباط في الدقيقة الأولى وبعدها غاب عن الوعي مدة دقيقتين، في الوقت الذي كانت فيه المدرسات والمشرفات يتكلمن مع بعضهن، دون الانتباه لأطفال الحضانة، وعندما كانت طفلة أخرى تمر بجواره، شاهدته فأخبرت الواقفين والذي هرعوا لانقاذه.
وأكدت الأم في روايتها، أن طفلها لا يتمكن من رواية ما حدث لأنه لم يتعلم الكلام بعد، ولكنه في حالة سيئة منذ وقت الحادث، ودائم البكاء عند نومه، ويحلم بكوابيس، بعدما رأى الموت بعينه.
Discussion about this post