فتح المدعى العام الإيطالي ماركو سيريجليانو، اليوم تحقيقًا في واقعة وفاة الشاب المصري رامى الجمل، الأحد الماضي ، خلال مطاردة من الشرطة الإيطالية لدراجة نارية كان يستقلها مع صديقة في منطقة كورفيتو بمدينة ميلانو ، وفقاً لأحد الصحف الإيطالية.
تحقيقات الواقعة
وأوضحت الصحيفة الإيطالية، أنّ قائمة المتورطين في قتل الشاب المصري تضم اسمين، أحد أفراد شرطة الكارابينييري الذي كان يقود سيارة الشرطة خلال المطاردة، وصديق المتوفى فارس ب . و 2 عامًا .
وأشارت الصحيفة الإيطالية إلى أنّ رامى الجمل ، 19 عامًا لقى مصرعه بعد حادث مروع خلال مطاردة من الشرطة في الساعات الأولى من صباح 24 نوفمبر الثانى الجاري ، خلال استقلاله دراجة نارية يقودها صديقه التونسي.
استكملت: “عند مرورهما من أمام نقطة تفتيش، رفض الشابان الأمتثال لأوامر التوقف بسبب السير من دون رخصة قيادة ، ليقوما بالفرار مما دفع قوات الأمن لملاحقتهما ، وفي أثناء محاولتهما الهروب، اصطدما بإحدي السيارات المارة، ما أسفر عن وفاة الشاب المصري ، بينما أصيب التونسي بإصابة بالغة”.
قرار السلطات الإيطالية
حددت السلطات الإيطالية يوم الجمعة 29 نوفمبر الجاري موعدًا لإجراء تشريح جثة رامي الجمل للوقوف على أسباب الوفاة كجزء من تحقيق واسع النطاق يجري تحت إشراف النيابة العامة، حسب الصحيفة.
بجانب أنه تم التنسيق مع الجانب المصري ممتثلاً في وزارة الخارجية المصرية بالموافقة على تشريح جثمان الشاب المصري، موضحًا أن التحقيقات بإيطاليا تركز على تحليل دقيق للملابسات، بما في ذلك مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة القريبة مع موقع الحادث، ورغم جمع بعض الأدلة، فإن السلطات لم تصل إلى نتائج حاسمة حول احتمال حدوث اصطدام مباشر بين الدراجة النارية وسيارة الشرطة.
مظاهرات عارمة
شهد حي كورفيتو بضواحي مدينة ميلانو ليلة مشحونة بالتوتر والغضب، حيث تظاهر نحو مائة شاب مصري عقب وفاة رامي الجمل، وفقًا لما ذكرته صحيفة IL GIORNO الإيطالية.
استمرت الاحتجاجات على مدار ثلاثة أيام، حيث اجتمع أفراد من الجالية المصرية في الحي مطالبين بفتح تحقيق عاجل وشفاف في ملابسات الحادث. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بـ”العدالة لرامي الجمل”، معبرين عن استيائهم من الواقعة.
اشتدت حدة الاحتجاجات بعد أن أضرم المتظاهرون النار في صناديق القمامة وألقوا زجاجات مولوتوف ومفرقعات نارية باتجاه قوات الشرطة في شارعي “دي سينكوسينتو” و”فيا دي بانيجارولا”، مما دفع الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
الأجواء المتوترة
وسط الأجواء المتوترة، اخترقت سيارة مرسيدس المشهد، مما أدى إلى دهس خمسة شبان وإصابتهم بجروح خطيرة، تم نقلهم على الفور إلى المستشفى. الحادثة زادت من حدة الغضب لدى المتظاهرين، مما أدى إلى تصعيد المواجهات مع قوات الشرطة
رومانو لا روسا، المسؤول عن الأمن في إقليم لومبارديا والمعروف بمواقفه المتشددة تجاه المهاجرين، أدلى بتصريحات مثيرة للجدل وصف فيها الاحتجاجات بأنها “أعمال عنف شبيهة بما يحدث في الضواحي الأوروبية المضطربة”.
اقرأ أيضاً:حرب غزة تصدرت اللقاء.. بدر عبد العاطي يستقبل وزير الخارجية القطري
ودعا “لا روسا” إلى اتخاذ إجراءات صارمة لإخلاء المباني التي يشغلها المهاجرون بشكل غير قانوني، قائلاً: “هذه الأعمال العنيفة نفذتها عصابات مهاجرة، ويجب مواجهتها بحزم”.
لكن تصريحاته أثارت انتقادات واسعة من قبل الجاليات والمنظمات الحقوقية، التي شددت على أهمية احترام حقوق المهاجرين والسعي إلى معالجة الأزمات الاجتماعية بدلاً من وصمهم بـ”العصابات الإجرامية”
Discussion about this post