لقى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل وحزب الله والذي دخل حيز التنفيذ فجر اليوم الأربعاء، ترحيبًا دوليًا واسعًا.
وقال المحلل السياسي عادل محمود، في تصريح خاص لــ “عين مصر”، إنّ هدنة لبنان وقف إطلاق النار في والكيان الإسرائيلي ، والتي تمتد لمدة 60 يومًا تعتبر نقطة فارقة في منطقة الحرب، وبين تهدية مرحلة اتفاق غير مباشر يهدف إلى تهدية جبهة الجنوب اللبناني بشكل طويل الأمد ، استنادًا إلى تنفيذ القرار الأممى رقم 1701، الذي يهدف الى وقف الحرب والتدمير.
اخفاقات ونجاحات الاحتلال الإسرائيلي
وأشار المحلل السياسي إلى أن حققت إسرائيل خلال الحرب تفوقًا ملحوظًا في الغارات الجوية وفي مجال الحرب الاستخباراتية، مما أسفر عن تهجير نحو مليون و200 ألف مواطن من مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت ومع ذلك، أخفقت في تحقيق أهداف استراتيجية رئيسية، مثل إقامة شريط حدودي عازل، وإعادة المستوطنين النازحين في المناطق الشمالية، وإشعال فتنة داخلية بين اللبنانيين ، كما فشلت في القضاء على حزب الله أو تدمير ترسانته العسكرية.
تاريخ صراع حسن نصر الله مع الاحتلال الإسرائيلي
وأوضح أن تكبد حزب الله خسائر كبيرة في الحرب الاستخباراتية، حيث فقد ما يقارب 3000 عنصر، من بينهم الأمين العام حسن نصر الله وعدد من قيادات الصف الأول والثاني ومع ذلك، نجح الحزب في خوض معارك برية شرسة، تمكن خلالها من منع جيش الاحتلال الإسرائيلي من التقدم على الأرض، متكبدا إياه خسائر بلغت 1050 بين قتيل وجريح، وفقًا لاعترافات الجانب الإسرائيلي. بالإضافة إلى ذلك، تمكن حزب الله من الحفاظ على معادلة الردع بإطلاق حوالي 24 ألف صاروخ على العمق الإسرائيلي، مستهدفًا مناطق استراتيجية مثل تل أبيب، حيفا، وعكا.
مقاتلي حزب الله
وتابع: المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذ العديد من الإجراءات العملية، مثل انسحاب مقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني على مسافة 15 كيلومترًا، مقابل انسحاب تدريجي لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى ما وراء الحدود وستتولى اللجنة الخماسية، التي تضم الولايات المتحدة، فرنسا، إسرائيل، لبنان، وقوات الطوارئ الدولية، الإشراف على تنفيذ القرار 1701، والذي يشمل نشر الجيش اللبناني على الحدود ومنع أي مظاهر مسلحة في المنطقة.
إعمار لبنان
توقع أن يواصل مجلس النواب اللبناني انتخاب رئيس للجمهورية، جنبًا إلى جنب مع إعادة إعمار المناطق المتضررة وتعويض أسر الشهداء، الذين بلغ عددهم نحو 3800. ومع ذلك، حذر من أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد يتخذ خطوات تصعيدية تعرقل مسار الهدنة، كما حدث سابقًا في غزة.
خسائر حزب الله
أظهرت الحرب الأخيرة تحقيق إسرائيل لمكاسب تكتيكية، لكنها فشلت على الصعيد الاستراتيجي من ناحية أخرى، ورغم الخسائر التكتيكية التي تكبدها حزب الله، إلا أنه نجح في الحفاظ على مكاسب استراتيجية. ومع بداية فترة الهدنة، تظل الأنظار مركزة على قدرة الأطراف المعنية على تحويل هذا الهدوء إلى حلول دائمة.
من حق أهالي قطاع غزة العودة للحياة
وعن وضع غزة أوضح المحلل السياسي أن لابد على حماس الآن أن تضع أمام أعينها قرار الخروج من هذا المأزق لتسليم الرهائن ، ووضع حد للقتال بقطاع غزة ، حيث أن من حق أهالي غزة أن يعيشون الحياة مرة أخري بوقف الدمار والقتل والحرب، والعنف الذي يشهدها القطاع منذ عام وأكثر ، وعودة كافة الرهائن إلى أرضيهم وإنهاء هذا الصراع الذى أودي بحياة الملايين من الأطفال والنساء.
Discussion about this post