ليست كغيرها من الأطفال تلهو مع قرينتها، تميل دائمًُا لشعور الذكوره منذ نعومة أظافرها، لا تتوقع أن الحياة ستكون بهذه الصورة المأساوية ورفض المجتمع لصورة فتاة تحولت لشابًا بعد ذلك.
تلك الفتاة الغريبة والتي تقطن بمحافظة الدقهلية، تحولت حياتها إلى الجحيم بعدما أتمت الـ13 عاما وبعدما اكتشفت أن لديها جينات الذكور وأعضائهم.
ولدت فتاة
عاشت دعاء تلك الطفلة الصغيرة والتي بلغت الـ13 عاما حديثا، على كونها فتاة منذ ولدت، تجلب لها والدتها الفستانين القصيرة، وتضع الماكياج، ولكن ودون سابق إنذار اضطربت هويتها، وبدأت بالتعب، لا يمكنها دخول الحمام، لا يمكنها التعامل مع الناس، أصبحت تنزوي في الغرفة وحدها تبكي، لا تعلم ماذا حل بها.
أخذ الوالدين دعاء لشيخ المسجد، عل يكون ما بها حسدا، تمسك الأم بيد الصغيرة وتهم بها للمسجد وهي تقول بينها وبين نفسها: “دلوقتي الشيخ يرقيكي وتكوني كويسة، هيكون إيه حصلك بس يابنت بطني، ماهو أكيد عين وصابتك، عين الناس مبترحمش”، والطفلة تنزل دموعها دون رد منها، تفكر في حديث والدتها وتخاف أن تبوح بما تفكر فيه.
فزع شيخ المسجد
الشيخ لا يملك شيئا بيده، ولكنه يأخذ الفتاة على جنب ويطمئنها ويعطيها الحلوى، فيزداد بكاؤها، يطلب منها أن تخبره بما تشعر ولن يعرف أحدا ما دار بينهما، تبدأ الصغيرة بالتفكير، وتبدأ دموعها بالازدياد، وتبدأ في سرد ما تشعر به، :”بحس إني ولد، مبحبش لعب البنات، نش بعرف أستخدم الحمام زي البنات، مش عاوزة ألبس فساتين”، ليصعق الشيخ ولكنه يحاول طمأنة الطفلة .
يهرول الشيخ قاصدا منزل الطفلة، يخبر والدها بمخاوفه: “بنتك لازم توديها لدكتور، البنت محتاجة دكتور مش شيخ”، يبدأ الأب بالخوف وبالفعل يهرع بها للطبيب، والذي يستنتج من الفحص الطبي أنها تملك أعضاء تناسلية ذكورية، ومعها جميع جينات الرجولة كاملة.
تحولت من دعاء لعمر
الفتاة الصغيرة ذات الـ13 عاما، تحولت من دعاء طارق إلى عمر طارق، وبسبب تنمر الجميع عليه رفض الذهاب للمدرسة، لتنتهي رحلته التعليمية عن الـ17 عاما، وبين ليلة وضحاها أصبح أصدقاءه ذكورًا فقط، وعمله كالرجال، ولكن تبقت أزمة واحدة، ألا وهي إثبات الهوية في الأوراق الرسمية.
أصبح الفتى يلقب بين أقرانه باسم عمر، ولكن فشل في تسجيل هويته الجديدة، الأمر الذي منعه من إجراء أي عمليات أخرى، وعلى الرغم من أن تلك العمليات مهمة لحالته، إلا أنه فشل في إجراء أوراقها، ومازال في حيرة من أمره.
اقرأ أيضا:
صارعت المرض وحدها.. الشرقية تشهد آخر مشاهد مسلسل الإهمال الطبي
Discussion about this post