تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة صباح “الشحرورة” التي أضاءت سماء الفن العربي بصوتها العذب وشخصيتها الجذابة.
بدايات صباح في عالم الفن
صباح، اسمها الحقيقي جانيت جرجس فغالي، وُلدت في 10 نوفمبر 1927 في قرية بدادون اللبنانية. استطاعت أن تخطف القلوب منذ بداياتها، لتصبح واحدة من أكثر الفنانات شهرة في العالم العربي، بأعمالها الغنائية والسينمائية التي لا تزال خالدة حتى اليوم.
بدأت صباح مسيرتها الفنية مبكرًا عندما اكتشف موهبتها المنتجان اللبنانيان أسيا داغر وجورج أبيض، فانتقلت إلى القاهرة في الأربعينيات حيث كانت نقطة انطلاقها الحقيقية. قدمت أول أفلامها السينمائية “القلب له واحد” عام 1945، وسرعان ما أثبتت موهبتها الفنية بصوتها المميز وحضورها الفريد، مما جعلها نجمة في عالم السينما والغناء.
أعمال صباح
في مجال الغناء، اشتهرت صباح بأغانيها الخفيفة والمفعمة بالحيوية، التي أضافت لمسة من البهجة لكل من استمع إليها. قدمت أكثر من 3000 أغنية خلال مسيرتها الطويلة، أبرزها: “زي العسل”، “ساعات ساعات”، “يا دلع يا دلع”.
خاضت صباح تجربة التمثيل بجدارة، وشاركت في أكثر من 85 فيلمًا مصريًا ولبنانيًا، قدمت خلالها أدوارًا متنوعة أظهرت قدرتها على الجمع بين الغناء والتمثيل. من أشهر أفلامها: “الأيدي الناعمة”، “شارع الحب”، “العتبة الخضراء”.
علاقتها برشدي أباظة: حكاية حب عابرة
تعتبر علاقة صباح بالفنان رشدي أباظة واحدة من أكثر القصص التي أثارت جدلًا واهتمامًا واسعًا. ارتبط الاثنان بعلاقة عاطفية قوية، انتهت بزواج لم يستمر سوى أيام معدودة. جاءت هذه الزيجة بعد طلاق رشدي أباظة من سامية جمال، وهو ما أثار الكثير من الأحاديث حول طبيعة العلاقة.
رغم قصر مدة الزواج، إلا أن صباح عبّرت في أكثر من مناسبة عن تقديرها لرشدي أباظة، واصفةً إياه بأنه “رجل بمعنى الكلمة وصاحب كاريزما لا مثيل لها.” بدوره، ظل رشدي يحتفظ بذكريات جميلة عن صباح، وكان يصفها بأنها نموذج للمرأة القوية والمبهجة.
عرفت صباح بحياتها الصاخبة التي جمعت بين النجاح المهني والحياة الاجتماعية المثيرة. تزوجت صباح سبع مرات، وكان لكل زيجة طابع خاص وأحداث مشوقة. رغم ذلك، بقيت صباح مخلصة لفنها، الذي كان دائماً أولوية في حياتها.
وفاة صباح
في 26 نوفمبر 2014، رحلت صباح عن عمر يناهز 87 عامًا، بعد أن قضت حياتها بين المسرح، السينما، والاستوديوهات. تركت وراءها إرثًا فنيًا لا يقدر بثمن، وأصبحت رمزًا للبهجة والحياة في الفن العربي.
وستظل صباح رمزًا للتفاؤل والطاقة الإيجابية، تذكرنا دائمًا بأن الفن ليس مجرد مهنة، بل شغف ورسالة. بأغانيها وأفلامها، وبحكاية حبها العابر مع رشدي أباظة، صنعت صباح تاريخًا فنيًا خالدًا لا يزال ينبض بالحياة في قلوب محبيها.
Discussion about this post