المديرة التنفيذية للبرنامج ميمونة شريف: 1.8 مليار شخصا يعيشون في مساكن غير مؤهلة ومزدحمة.. ولابد من إحداث تغييرات جوهرية في سياسة الاستثمار والمساكن العامة.. ومصر مثالا يحتذى في مكافحة التلوث
– أكيم شتاينر : إجبار الأشخاص على إخلاء منازلهم بسبب إغلاق كورونا “متفجرات اجتماعية”.. والاقتصاد الأخضر يحد بشكل كبير من انعدام المساواة
عقدت منظمة الأمم المتحدة، أمس الأثنين، إحاطة إعلامية إفتراضية عبر الانترنت، حول موجز سياسات جديد بشأن فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” والمدن، والتحديات التي يواجهها العالم حاليا على خلفية تفشي الوباء وتأثيره على تعميق أزمة عدم المساواة بين الأعراق المختلفة، فضلا عن مناقشة موضوعات متعلقة بأزمة الانبعاثات الملوثة التي تهدد البشرية في الوقت الراهن.
وقالت ميمونة شريف، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية خلال الإحاطة الافتراضية التى استمرت على مدى ساعة كاملة وحضرتها “الشروق” عبر تقنية ويبيكس، إن مصر تتحول شيئا فشيئا إلى استخدام السيارات التي تعمل بالكهرباء، معتبرة أن جهود مصر لتقليل الزحام والتلوث مثالا يحتذى به.
وأشارت ميمونة إلى أن الوباء كشف بشكل أكبر عن انعدام المساواة الهيكلية والتي تقسم الأشخاص بناء على الدخل والعرق والوضع المتعلق بالهجرة وجودة الهواء الذي يتنفسونه في المجتمعات الحضارية وأمور كثيرة أخرى.
وأضافت أن فيروس كورونا أثر بشكل نسبي على الفئة الأضعف وهم غير القادرين على حماية أنفسهم أمام هذا الفيروس بسبب الأماكن التي يعيشون فيها، موضحة أنه على الرغم من أن البقاء في المنزل والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين يتم اعتبارهم اجراءات احترازية أساسية، إلا أن ما يقرب من 1.8 مليار شخصا يعيشون في مساكن غير مؤهلة ومزدحمة والبعض مشردين ولا يستطيعوا الحصول على المياه النظيفة وهو ما يجعلهم معرضين بشدة للإصابة بفيروس كورونا.
وأكدت ميمونة على أهمية تعزيز قدرات القطاعات المحلية خاصة الحكومات المحلية في التعامل مع الأزمة.
وقالت المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية أن موجز سياسات الأمين العام للأمم المتحدة حدد مجموعة من الخطوات الأساسية للتغلب على انعدام المساواة تمثلت في توفير ملاجيء آمنة، وإحداث تغييرات جوهرية في سياسة الاستثمار والمساكن الملائمة والمساكن العامة، وتعزيز قدرات الأطراف الفاعلة المحلية خاصة الحكومات المحلية، مشيرة إلى أن الوباء أظهر الدور المحوري الذي تقوم به الحكومات المحلية، ومشددة على وجود حاجة ملحة لتعاون قوي بين الحكومة الوطنية والمحلية والاقليمية.
وتابعت: “يجب على الحكومة الوطنية أن تضمن أن نظيراتها المحلية وموفري الخدمات المحلية قادرون على الإبقاء على العمل قائما في المدن في الوقت الذي تشهد انخفاضا في العوائد”، لافته إلي أن الحكومات المحلية في أفريقيا تواجه خسائر تقدر بنحو 60% من عوائدها.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن أزمة كورونا جاءت في الوقت الذي نواجه خلاله أزمة مناخ طارئة، مشيرة إلي أن “تحقيق اهداف التنمية المستدامة التي تتبناها الأمم المتحدة لتجاوز أزمة المناخ ترتبط بقوة بمستقبل المدن.
وقالت ميمونة إن العالم بحاجة إلى مدن يجري تصميمها وتجهيزها بشكل أفضل بما في ذلك الأحياء والمباني والتي تسمح بالشعور بالأمان والتضامن وتوفير بيئة صحية، مشيرة إلى أهمية التضامن المحلي والوطني الملائم.
وتطرقت المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية إلي جهود مصر في التحول إلى استخدام السيارات التي تعمل بالكهرباء، ودورها في تقليل الازدحام وانبعاثات وسائل النقل وتأثيرها على معدل التلوث، مشيرة إلى أن على الجميع تحمل مسؤولية النظر إلى الطاقة النظيفة ووسائل النقل النظيفة.
وأشارت ميمونة إلى أن السلطات المصرية تنظر في خيار الكهرباء بدلا من السولار، مشددة على أهمية الاستمرار في ذلك، والعمل جنبا إلى جنب مع القطاع الخاص للبحث عن أفضل البدائل النظيفة.
بدوره، قال أكيم شتاينر، المدير التنفيذي للبرنامج الانمائي التابع للأمم المتحدة، إن البرنامج يركز على ادراك أن المدن في العديد من الدول النامية تمثل سبل عيش للعديد من الأشخاص، مشيرا إلى أن التأثير الاقتصادي الناجم عن إجراءات العزل العام والأزمة الصحية التي سببها فيروس كورونا خلق ضغوط غير عادية.
وأضاف شتاينر أن “انعدام المساواة عرض قدراتنا على احتواء الفيروس للخطر وخلق أيضا مزيداً من التوتر كما ولد حالة من اليأس الاقتصادي”.
ورأي شتاينر أن هناك فرصة كبيرة أمام الحكومات المحلية بما تملكه من سلطات ووسائل تمكنها من تحديد الأشخاص الأكثر احتياجا، ما يمكن من اتخاذ خطوة لعلاج الأزمات التي يخلقها الوضع الحالي.
وأضاف أن البرنامج الانمائي يركز على كيفية الحفاظ على استمرارية الأعمال بين استجابة الحكومات المركزية وأدواتها وكذلك أدوات الحكومات المحلية والتي تضع السياسات وآليات الدعم لمن لايستطيعون مساعدة أنفسهم.
وأشار إلى أهمية التركيز على الاستثمار في بناء الاقتصاد الأخضر والذي يضمن بشكل كبير تقليل انعدام المساواة.
كما أكد شتاينر على أهمية التركيز بشدة على الاتصال الرقمي، قائلا: “هناك بعض الطلبة لديهم القدرة على البقاء في المنزل والاستمرار في الحصول على التعليم اللازم ولكن هناك البعض ليس لديهم الموارد اللازمة لاستكمال تعليمهم بل ليس لديهم القدرة حتى على شراء الطعام”.
وشدد المدير التنفيذي للبرنامج الانمائي التابع للأمم المتحدة على أهمية توفير اتصال رقمي على نطاق واسع في المدن للحفاظ على التباعد الاجتماعي وأيضا لمن يريدون إدارة أعمالهم من المنزل في حال لاحت لهم الفرصة.
وحث شتاينر على أهمية العمل حتى لا يتزايد انعدام المساواة ويخسر الناس مدخراتهم، مؤكدا على أهمية أن تنظر الحكومات في اجراءات تنظيمية مؤقتة لوقف عملية طرد
الأشخاص من منازلهم.
وأوضح شتاينر أن “هناك العديد من الأشخاص يتم إجبارهم على إخلاء منازلهم بسبب إغلاق كورونا، وعاجلا أم آجلا تلك التطورات ستصبح “متفجرات اجتماعية” يجب أن نجد حلول مؤقتة، مثل مدينة نيويورك التي علقت عمليات الاجلاء للفترة المتبقية من العام الحالي.
Discussion about this post