مع إعلان فوز المرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب” بولاية ثانية في السادس من نوفمبر الجاري على منافسته الديمقراطية ونائبة الرئيس الحالى “كامالا هاريس” بدأت تلوح في الأفق العديد من الأسئلة فيما يتعلق بعدد من الملفات التي تنتظر الرئيس الجديد أبرزها : ملف العلاقات الصينية الأمريكية، الحرب الروسية الأوكرانية، التوصل إلى حل عاجل للحرب على غزة و جنوب لبنان .
وما هى أبرز الموضوعات التي قد يتطرق لها الرئيس الحالي المنتهية ولايته ” جو بايدن” ، الرئيس المنتخب لولاية ثانية “دونالد ترامب ” في لقاؤهما التاريخي بالبيت الأبيض المقرر له الإجتماع المقبل .
الملف الصيني بين الولاية الأولى والثانية لترامب
الصحفي المختص بالشأن الأمريكي والعلاقات الدولية “إيهاب عباس” أوضح في تصريحات خاصة لعين مصر أن الأليات التي من المرجح أن يتبناها “ترامب” خلال تعامله في عدد من الملفات من بينها الملف الصيني حيث أكد على أن الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب” سيتبنى سياسة “إحتواء الصين” بما يتناسب مع قدرات الولايات المتحدة كدولة كبرى عسكريا و إقتصاديا مدللا على ذلك بالإتفاقية الكبرى التي كان يشرع ترامب في توقيعها مع بكين والتي كانت ستنهي فترة مظلمة من تبادل فرض العقوبات والتعريفات الجمركية بين البلدين كما كانت ستنعكس بشكل إيجابي على كل من المستثمر والعامل والصانع الأمريكي قدراته المهدورة مع الجانب الصيني كما أنها كانت ستحقق التوازن للإقتصاد الأمريكي وميزانه التجاري المختل حيث أن نسبة الفجوة في الميزان التجاري بين الجانبين تقدر بنحو 500 إلى 600 مليار دولار سنويا.
لكن إنتهاء ولاية ترامب إلى جانب الدخول في مرحلة جائحة كورونا كانت تلك هى أبرز العوامل للحيلولة دون توقيع تلك الإتفاقية ولكن قد نرى كذلك مرحلة جديدة من فرض العقوبات أو التعريفات الجمركية في حال لم يتوصل الجانبين إلى إتمام الإتفاق
خطة ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
وفيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية فقد أوضح عباس أنه يمكن تلخيص خطة ترامب لإنهاء تلك الحرب في عدة نقاط أبرزها بناء خط فاصل بين الدولتين يتراوح طوله ما بين 800 كيلو متر إلى 1300كيلو متر مع وجود قوات غير أمريكية ذات تسليح خفيف غير أمريكي بهدف العزل بين الدولتين بالإضافة إلى إحتفاظ الجانب الروسي بالأراضي التي أصبحت تحت سيادتها بما في ذلك شبه ” جزيرة القرم “حتى الأن كما تشمل الخطة توقيع معاهدة بين الجانبين تضمن عدم إنضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو لمدة تصل إلى عشرين عاما مع إلتزام الولايات المتحدة بتسليح الجيش الأوكراني .
“غزة ولبنان” ترامب لن يسمح لنتنياهو بالتمادي
وفيما تعلق بالحرب على غزة وجنوب لبنان أشار الصحفي المختص بالشأن الأمريكي والعلاقات الدولية “إيهاب عباس” إلى أن من يعتقد أن فوز ترامب يعنى أن نتنياهو سيحصل على الضوء الأخضر للتمادي في الحرب فهو “واهم” على حد قوله مضيفا أنه بحلول الخامس والعشرين من يناير المقبل وهو الموعد الفعلي لمباشرة “ترامب” لمهامه الرئاسية سيشرع على الفور في إنهاء الحرب الدائرة في الشرق الأوسط مشيرا إلى أن ترامب يجري حاليا بالفعل إتصالات عالية المستوى مع “نتنياهو” و “أبومازن” وعدد من القادة العرب وقادة العالم كما يستعين في التواصل مع الجانبين الفلسطيني واللبناني بصهره ذو الأصول اللبنانية “مسعد بولس” للوصول إلى وقف إطلاق النار و الدخول إلى مرحلة مابعد الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية و إعادة إعمار غزة .
وتابع قد نرى خطوات حقيقية في إطار التوصل إلى حل الدولتين ولكن ذلك يحتاج إلى أكثر من أربع سنوات هى عمر الولاية الثانية و الأخيرة لترامب وهى مدة غير كافية لإنهاء التوصل إلى هذا الحل لكن بشكل عام يمكننا القول بأن نتنياهو لن يستطيع أن يقف في وجه ترامب إذا كان يرغب في إنهاء هذه الحرب وهو يريد ذلك بالفعل سواء إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية أو الحرب في غزة وجنوب لبنان وذلك من منطلق شعارته الرئيسية مثل إعادة أمريكا دولة عظيمةمجددا، و أمريكا أولا وهى شعارات لن تتحقق إلا بإيقاف الخزينة الأمريكية إقتصاديا وعسكريا إذ أن الخزينة الأمريكية تكبدت خلال الحرب الروسية – الأوكرانية والتى قاربت على عامها الثالث نحو 130إلى 140 مليار دولار كحزم دعم لأوكرانيا وهى مبالغ كان يمكن ضخها في أوجه أخرى لدعم الإقتصاد الأمريكي والذي تأثر سلبا بالتضخم الناجم عن تلك الحرب وهو ما أنعكس سلبا على حياة المواطن الأمريكي و أدى إلى هروب رؤوس الأموال مع إستمرار رفع أسعار الفائدة على الإقراض مما ينعكس على إتاحة فرص الإستثمار و إرتفاع معدل البطالة وهو مايريد ترامب أن ينأى بالولايات المتحدة عنه .
كواليس اللقاء التاريخي المرتقب بين بايدن وترامب
وفيما يتعلق بكواليس اللقاء المرتقب بين بايدن وترامب والملفات التي من المرجح أن يتناولها الرئيسين خلال لقاؤهما أشار الصحفي المختص بالشأن الأمريكي والعلاقات الدولية “إيهاب عباس” إلى أن اللقاء سيكون ترحيبي في إطار تنفيذ بروتكولات معهودة بالبيت الأبيض مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته “جو بايدن ” عن نيته لنقل وجهات نظره إلى الرئيس المنتخب “دونالد ترامب” فيما يتعلق بعدد من الملفات الخارجية إلا أنه من المتوقع أن يستمع “ترامب ” إلى أراء “بايدن” دون التقيد بها نظرا لتبنيه إستراتجيات مغايرة تماما لإستراتجيات الإدارة الحالية .
Discussion about this post