تحولت فيضانات إسبانيا لأزمة سياسية كادت تعصف بحاكم مدينة فالنسيا المنكوبة، بينما تُظهر صور جديدة مفجعة جبالًا من السيارات المحطمة في إسبانيا بعد الفيضانات المدمرة التي دمرت البلاد وقتلت أكثر من 200 شخص.
حجم المأساة المناخية
وكشفت اللقطات الجوية حجم مأساة الفيضانات، وتحول الطرق إلى أنهار وسيول من الطين المليء بالحطام، بعدما جرفت الفيضانات السيارات والأشخاص والحيوانات والمباني.
وأوضحت الصور الجديدة، التي نشرتها “ذا صن” البريطانية، عواقب الفيضانات المميتة، والمئات من السيارات التي ضربتها بقوة هائلة مياه تشبه تسونامي.
تُظهر الصور الجوية السيارات القديمة خارج بلدة بيربورتا، التابعة لمقاطعة فالنسيا حيث ضربتها الفيضانات بشدة، والعديد من المركبات القديمة المكدسة فوق بعضها البعض.
الفيضانات تتحول لأزمة سياسية
وسار مئات الآلاف من الناس في شوارع فالنسيا، يوم السبت الماضي، وهم يلقون القنابل الحارقة والزجاجات والمكانس على الضباط المدرعين.
وطالب المتظاهرون العديد من كبار المسؤولين، بما في ذلك الرئيس الإقليمي للمدينة، بالاستقالة بسبب الفيضانات الغزيرة بينما يواصلون انتقاد كيفية التعامل مع الكارثة.
وتعرض الزعيم الإقليمي كارلوس مازون لانتقادات شديدة، بعد أن استغرقت إدارته ساعات لإصدار أي نوع من التحذيرات من الفيضانات للمواطنين.
ولقي المئات حتفهم في الكارثة المأساوية التي بدأت في 29 أكتوبر الماضي، ولا يزال العديد من الأشخاص في عداد المفقودين في جميع أنحاء شرق إسبانيا.
ودعت أعداد كبيرة من المتظاهرين الحاكم الإقليمي مازون إلى ترك دوره أثناء احتجاجهم خارج مبنى بلدية فالنسيا.
جاء المئات حاملين لافتات غاضبة كتب عليها عبارات مثل “استقالة مازون” و”لقد قتلتمونا”.بينما قضى آخرون ساعات في الهتاف في الشوارع وألقوا الطين على مبنى الحكومة احتجاجًا على تعاملهم مع تلك الأزمة.
هجوم على ملك إسبانيا وزوجته
في وقت سابق من هذا الشهر، شوهد المزيد من الناجين من الفيضانات في إسبانيا وهم يرمون الطين على الملك فيليبي.
هتف السكان الغاضبون “قتلة!” بينما كان الملك وزوجته الملكة ليتيزيا يسيران في شوارع بايبورتا المدمرة، خارج فالنسيا مباشرة، ما اضطر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى الإخلاء من مكان الحادث، وفقًا لقناة RTVE الإسبانية، حيث اندلعت الفوضى عندما بدأت المجموعة الرسمية في السير.
أظهرت اللقطات أشخاصًا يهاجمون سيارة رئيس الوزراء، وبعد أكثر من أسبوع من الفيضانات المدمرة، لا يزال ما يقرب من 100 شخص في عداد المفقودين رسميًا، حتى اضطرت السلطات إلى الاعتراف بأن هناك المزيد من المفقودين.
وكافح أكثر من 1200 جندي وعشرات الكلاب البوليسية المتخصصة وعمال الإنقاذ الظروف القاسية في محاولة للعثور على أي ناجي من بين الحطام.
أسوأ الفيضانات في تاريخ إسبانيا
- فيضانات سبتمبر 2021: شهدت مناطق مثل فالنسيا ومورسية فيضانات كارثية نتيجة لأمطار غزيرة جداً. وخلال هذه الفيضانات، لقي العديد من الأشخاص حتفهم، وتم تدمير العديد من المنازل والبنية التحتية.
- فيضانات أكتوبر 2019: تسببت الأمطار الغزيرة في شمال وشرق إسبانيا في فيضانات ضخمة، خاصة في مناطق فالنسيا وكاستيلون وبلنسية، مما أدى إلى إغلاق الطرق، وتدمير المحاصيل الزراعية، وتهجير العديد من الأسر.
- فيضانات 2012: في تلك السنة، شهدت مناطق مثل الجزيرة الخضراء وماربيا فيضانات غير مسبوقة تسببت في أضرار كبيرة للممتلكات العامة والخاصة.
Discussion about this post